كرر مرة ثانية (يا بني) في آية ثانية، قال:{يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}[لقمان:١٣] هذه أول معالم التربية الإيمانية، وبدايتها البراءة من الشرك والتحذير منه؛ لأنه أعظم الظلم، قال عز وجل:((إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)).
فقوله:((لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ))، أي: أن كلمة الشرك ينبغي أن يعرفها الأبناء، ولو سألنا أبناء المسلمين ما الشرك؟ لو سألنا آباءهم وأمهاتهم، ولو سألنا الكبار، ولو سألنا الإخوة والأخوات عن الشرك، وأنواعه المنتشرة في وسط الناس؛ ليحذروا منها، لوجدنا في ذلك خللاً كبيراً، ولوجدنا معظم الأبناء لم يسمعوا هذه الكلمة ولم يستعملوها، ولو ذكرت لهم فإنما تذكر على سبيل الاستحياء، والشرك عند القوم الذين تركنا لهم أبناءنا يعلمونهم ويربونهم ليس له وجود أصلاً، لا يعرفون شيئاً هو شرك، حتى من يعبد الأوثان عندهم يرون أنه صاحب دين وأنه ليس بمشرك ولا بكافر والعياذ بالله.
أما اليهود والنصارى فيجب أن تتأكد من الكتب التي يلزم الآباء والأمهات والمعلمين أن ينظروا فيها؛ لأنها تغرس العقيدة الباطلة في نفوس الأبناء، فبعضها بالطرق المباشرة بالتصريح بصحة الملل الثلاث، وبعضها بتصحيح كل ملة، كما أخبرنا الإخوة بأنهم كانوا يقولون: إن الكافر هو الذي لا يدين بدين الإسلام، فإذا بهم اليوم يقولون: لا، هذا غلط بل الكافر هو: الذي ليس له دين، معناه: أي واحد له دين فليس بكافر، وهذه الألفاظ أصلاً لا تستعمل ولا وجود لها في الواقع؛ لأن اليهود والنصارى والمسلمين سواء والعياذ بالله، وهذه الكلمات لا يمكن أن تطبق في واقع الناس اليوم؛ لأنه ما من أحد إلا ويحترم ويجل حتى لو كان بلا دين، ألم يظل الناس سنين طويلة يعرفون أن الشيوعيين رفقاء وإخوان، وأنهم يستقبلون أعظم الاستقبال وإلى يومنا هذا، فهل يقال عن عباد البقر وعن عباد الصلبان وعن عباد الفئران: أنهم أصحاب أديان، وأن كل دين محترم والعياذ بالله؟!