[العبودية الكاملة لله تعالى لا تحصل إلا بالانكسار والذل والخضوع له تبارك وتعالى]
إن الانكسار بين يدي الله، والشعور بالعجز والضعف، وضيق ذات الحال، وأن الإنسان لا يملك شيئاً هو من أعظم أسباب حب الله سبحانه وتعالى، فالعبد الذي ينكسر لله، ويرى نعمه عليه، ويرى عجزه وضعفه هو أقرب إلى أن يحب الله سبحانه وتعالى ثم ينال درجة المحبوبية، وهل العبودية إلا حب وانكسار، وبذلك يرتفع الإنسان، ويعلو شأنه، ويكون قد حقق التوحيد وأخلص لله، ولم يشرك بالله شيئاً، فيستحقون إن كانت طائفة أن يمكن الله عز وجل لها:{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا}[النور:٥٥].
فهذه العبودية الكاملة لله عز وجل لا تحصل إلا بالانكسار والذل والخضوع لله عز وجل، ولا يحصل ذلك مع العجب والكبر والرياء وطلب مدح الناس أو الخوف من ذمهم.
اللهم اجعلنا من عبادك المخلصين، اللهم ارزقنا الإخلاص في أعمالنا كلها، واجعل أعمالنا كلها صالحة، واجعلها لوجهك خالصة، ولا تجعل لأحد فيها شيئاً.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر اليهود والنصارى والمنافقين، وسائر الكفرة والملحدين، أصحاب الضلال ودعاة السوء.
اللهم من أرادنا والإسلام والمسلمين بسوء فاجعل كيده في نحره، واجعل تدميره في تدبيره، واجعل الدائرة عليه يا رب العالمين.
اللهم انصر المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، اللهم انصر المسلمين في فلسطين، اللهم انصر المسلمين في البوسنة والهرسك، اللهم انصر المسلمين في كل مكان.
اللهم نج المستضعفين من المؤمنين والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، اللهم اجعل بأس الظالمين عليهم، وكف بأسهم عن المسلمين فأنت أشد بأساً وأشد تنكيلاً، ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.