استحضر يا عبد الله هذا الموقف الهائل العظيم، وأنت في وسط الجموع الهائلة الكثيرة من أول من خلق الله عز وجل إلى آخر واحد منهم إنسهم وجنهم، وقد اجتمعوا في صعيد واحد، ونزلت الملائكة من السموات تنزيلاً، وأحاطت بهم، واجتمعت عليهم الأهوال، ودنت الشمس من الرءوس، وصمت الخلق جميعاً، فلا تسمع صوت أحد يتكلم، إنما تسمع نقل الأقدام إلى أرض المحشر، ومن ينادى عليه للقاء ربه سبحانه وتعالى، كما قال عز وجل:{وَخَشَعَتِ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا}[طه:١٠٨]، وينادى على العباد فبعضهم ينادى عليه {هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ * الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ}[هود:١٨ - ١٩].