وقال عز وجل:{الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ}[محمد:١]، فعملهم وكيدهم في ضلال، كما قال الله:{وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ}[غافر:٢٥]، وكما قال:{وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ}[غافر:٣٧]، فالله سبحانه وتعالى جعل كيدهم إلى بوار، وجعل مكرهم السيئ يحيق بهم، فكلما أرادوا أمراً حصل عكسه حتى يأذن الله عز وجل بإحباط خططهم ومكرهم، إحباطاً تاماً إذا أذن وأمر سبحانه، قال الله:{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}[يس:٨٢].
وأما في الآخرة فلا ثواب لهم عند الله، فعملهم كله حابط؛ إذ إن من أشرك بالله وكفر بأنبيائه ورسله -فضلاً عن أن يقاتلهم ويقتلهم- عمله حابط كله، قال تعالى:{وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ}[الزمر:٦٥ - ٦٦].
فالمشرك حابط العمل لا يقبل الله عز وجل منه صرفاً ولا عدلاً، فكل من كذب محمداً صلى الله عليه وسلم فهو مشرك حابط العمل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:(والذي نفسي بيده! لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا أدخله الله النار).