قال عز وجل:{فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ}[آل عمران:٢٥]، فكيف يكون حالهم عندما يبعث الخلق وقد افتروا على الله الكذب، وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون على الله من الكذب والزور والبهتان، وهذا كله يجب الحذر منه، فمن نسب إلى دين الله ما ليس فيه فقد افترى على الله الكذب، وذلك يغره ويخدع به نفسه بعد حين، وإن كان في أول أمره يعلم أنه افترى وكذب، لكنه يضل فيظن أن هذا من الدين، ويدافع من أجله بعد ذلك، ويقاتل عليه حتى يموت كافراً أو فاسقاً أو ظالماً، على حسب أحواله في إعراضه واقترائه وفي إفترائه على الله الكذب، وفي وضوح ذلك وبيانه من عدمه، فالله سبحانه وتعالى يجمع الناس ليوم لا ريب فيه، ويوفي كل نفس ما كسبت، ويحاسب الناس على مثاقيل الذر من الأعمال، كما قال تعالى:{فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه}[الزلزلة:٧ - ٨].