فيخبر الله سبحانه وتعالى أنه بعث موسى عليه السلام من بعد الأمم الذين أرسل إليهم أنبياءه فكذبوهم فأهلكهم الله، فبعد أن ذكر سبحانه وتعالى قوم نوح، وذكر سبحانه وتعالى أنبياءه ورسله السابقين في سور مختلفة، بين عز وجل أنه أرسل موسى وأخاه هارون بآياته المقروءة المسموعة وآياته المرئية المبصرة المحسوسة، وأرسله الله بالآيات العقلية الواضحة والآيات النقلية الدامغة، ومن لم ينتفع بالآيات المقروءة التي تتضمن أحسن الآيات العقلية والحجج الواضحة لم ينتفع بالآيات المحسوسة والمعجزات الباهرة الظاهرة؛ وذلك لأن التكذيب داء في المستكبرين، لا ينفع معه إلا أن يتركوا إعجابهم بأنفسهم؛ وتكبرهم على الحق، فإن لم يأخذوا بالدواء فلن ينتفعوا بالآيات، قال تعالى:{وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ}[يونس:١٠١].