من رحمة الله وفضله على عباده أن جعل أول واجب عليهم هو: معرفته وتوحيده وعبادته بكل أنواع العبادة، فإن غاية وجودهم وحياتهم هي: إفراده تعالى بالعبادة، قال تعالى:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}[الذاريات:٥٦].
وقال تعالى:{قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}[الأنعام:١٦٢ - ١٦٣]، من أجل هذا أرسل الله الرسل، وأنزل الكتب، ومن أجله قام الصراع بين الحق والباطل، والإيمان والكفر، ومن أجله وعليه تنصب الموازين يوم القيامة، وتؤخذ الكتب باليمين أو الشمال، وينقسم الناس إلى فريقين: فريق في الجنة وفريق في السعير.