هل لي أن آخذ بأيسر آراء الأئمة الأربعة عملاً بأن الرسول صلى الله عليه وسلم:(ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما)؟
الجواب
هذا كلام فاسد، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يخير بين أمور مباحة في الشرع، وليست أقوال الأئمة الأربعة شرع، بل كل منهم يجتهد في الوصول إلى الشرع، وليس كل قول من أقوالهم يعد شرعاً فأنت تختار الأيسر منها، بل يجب عليك أن تسأل أهل الذكر إن كنت لا تعلم، فالله تعالى يقول:{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}[النحل:٤٣]، فإن كنت لا تدري الراجح من الأقوال فاسأل العالم الذي في زمنك أو في بلدك عن الراجح من هذه الأقوال وخذ بكلامه، وإذا اختلفوا عليك فخذ بالأعلم منهما في نفسك، وهذا هو الواجب عليك ولا يجوز لك غير ذلك.
ومسألة اختيار الأيسر هو في الحقيقة قول ضعيف جداً، فأضعف الأقوال في مسألة الأئمة الأربعة أيسرها، ومن عمل برخص العلماء اجتمع فيه الشر كله، ولذلك أقول: الملاهي الليلية جائزة على هذه الطريقة؛ لأن الحنفية يجيزون شرب المسكر من غير عصير العنب، ويقولون: الخمر هو عصير العنب فقط -يعني: النبيذ فقط- وأما الويسكي والبيرة وغيرها فليست حراماً؛ لأن هذه عصير تفاح وعصير بصل وعصير شعير، إذاً نأخذ بقول الحنفية في ذلك، وعلى مذهب سفيان الثوري أن النظر إلى عورات نساء أهل الذمة لا يحرم إلا خشية الفتنة، فرؤية مومسة أجنبية ترقص عريانة ليس فيه مشكلة على مذهب سفيان الثوري، وعلى قول ابن حزم في المعازف وإباحتها نقول: أحضروا الفرق واعملوا موسيقة إلى الصبح فما أحد عنده مشكلة، إذاً: فالملاهي الليلية بهذه الطريقة ليست خطأ، والواحد منا لا يستبعد من الاتجاهات الإسلامية المنحرفة هذه أن تخرج بالطريقة هذه فتاوى اعتماداً على هذه الطريقة نعوذ بالله، وهم يقولون أكثر من هذا.