[الولاء والبراء من معالم التربية الإيمانية]
أما قضية الولاء والبراء فهي أخطر قضية تتعرض لاهتزاز شديد في نفوس الأبناء، وأصبح الإنسان يجد نفسه مضطراً أن يعذر عوام المسلمين في عدم تكفير اليهود والنصارى، مع أن هذه المسألة هي أصلاً معلومة من الدين بالضرورة، بل معلوم من الدين بالضرورة ابتداء أن من لم يكفر كل من دان بملة غير الإسلام فهو كافر والعياذ بالله، لكن الجهل هو الذي جعل هذه المسألة في واقعنا ليست معلومة من الدين بالضرورة، وإن كان إقامة الحجة فيها بتلاوة الآيات الواضحات قال عز وجل: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ} [آل عمران:١٩].
وقال سبحانه: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران:٨٥].
وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا * أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا} [النساء:١٥٠ - ١٥١].
وقال سبحانه: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ} [المائدة:٧٣].
وقال تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} [المائدة:١٧].
وقال عز وجل: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ * اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [التوبة:٣٠ - ٣١].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا أدخله الله النار).
وقال الله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ} [البينة:٦].
والآيات أكثر من ذلك في تأصيل عقيدة راسخة وهي: أن الشرك ظلم عظيم، وأن الإسلام هو الحق، وأن ما دونه باطل وكفر، والولاء والبراء أصل لا بد أن يؤصل في نفس كل مسلم ومسلمة، وإلا لا يصح له دينه ابتداء، فمن لم يتبرأ من الشرك والكفر، وصحح مذهباً وديناً غير دين الإسلام، وجوز ملةً غير الملة الحنيفية وملة التوحيد، فإنه لا يكون موحداً ولا يكون مسلماً والعياذ بالله؛ لذلك نقول: إن هذا من أعظم الخطر أن يعلموا الطفل من أول نشأته أنه ليس بيننا وبين الكفار من اليهود والنصارى عداوة.
كذلك الآن يقولون: محمد وسمعان، واسم سمعان يدرسونه في سنة ثانية ابتدائي، و (سمعان) هو: اسم منتشر عند النصارى وعند اليهود، كذلك هناك أعياد دينية، والأعياد الدينية التي تشتمل أعياداً إسلامية أو أعياداً مسيحية، والأعياد الإسلامية اثنان، والأعياد المسيحية اثنان أيضاً، الأعياد الإسلامية: عيد الفطر، والأضحى، والأعياد المسيحية: عيد الميلاد، وعيد القيام المجيد، وغير هذا كثير والعياذ بالله.
كذلك حذف جميع الغزوات التي فيها حرب بين المسلمين وبين اليهود وبين النصارى، فلا يوجد أحد يعرف غزوة مؤتة من الأبناء أبداً، ولا غزوة تبوك، ولا غزوة خيبر، فكل هذه الغزوات حذفت باسم التطبيع مع اليهود والنصارى، وغير ذلك كثير.