للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تهديد الأمم المكذبة لرسلها]

ثم انتقلت الأمم المكذبة إلى مرحلة أخرى، وهي مرحلة التهجير، قال تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا} [إبراهيم:١٣]، فلابد من أن تقولوا مثل ما نقول، ولا تخرجوا عنه قيد أنملة، ولابد من أن ترددوا ما نردد، ولا تقولوا غير ذلك ولو كان من عند الله، ولو أتيتم عليه بآلاف الأدلة، ولا تتكلموا بغير ما نتكلم، ولا تدينوا بغير ما ندين، وإلا فهي أرضنا وسوف نخرجكم منها.

والأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين، لكن هؤلاء لا يدركون هذه الحقيقة، مع أنهم لو فكروا فيما كان عليه أجدادهم، وفيما يكون عليه أبناؤهم من بعدهم لعلموا أن الأرض لله سبحانه وتعالى يورثها من يشاء من عباده، فالله سبحانه وتعالى الأمر أمره والأرض أرضه والعباد عباده، والله سبحانه هو القاهر فوق عباده، وليس العباد بعضهم بقاهر فوق بعض.

قال عز وجل: ((وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا)) وهذه كلمة فيها الغرور، والإعجاب بالنفس، والكبر والبغي والعياذ بالله.