إن أول الوصايا العشر التي أوصى الله عز وجل بها موسى هي عبادة رب واحد هو رب إبراهيم وإسحاق ويعقوب، وأن تحب الرب إلهك من كل عقلك وقلبك وفكرك.
والمسيح عليه الصلاة والسلام في الإنجيل قال لربه: أيها المعلم! ولم يقل: أنا ابن الله، أو أنا ثالث ثلاثة، بل قال لهم: ارجعوا للتوراة فقد كتب فيها أن الرب واحد رب إبراهيم وإسحاق ويعقوب، وأن تحب الرب إلهك من كل عقلك وقلبك وفكرك.
فهذه المسألة أعظم المسائل، قال تعالى:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}[الذاريات:٥٦]، وأول ما بعث به النبي صلى الله عليه وسلم قال:(بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له)، ولذلك شرع الجهاد بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له، وهو تحرير للإنسانية بل إنقاذ للبشرية، قال تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}[الأنبياء:١٠٧]، فمن رحمة الله عز وجل بالبشر أن أرسل إليهم رسوله صلى الله عليه وسلم؛ ليعبدوا الله وحده، وكلفه بالجهاد من أجل مصلحتهم؛ ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم:(أنتم خير الناس للناس تدخلونهم الجنة بالسلاسل)، فيجدون مصلحتهم بالرغم عن أنفسهم، يدخلون الجنة مقيدين بالسلاسل، يقاتلون فيؤسرون ويسلسلون بالسلاسل فلا يمضي عليهم وقت إلا وقد دخل الإسلام في قلوبهم، وصار الإسلام أحب إليهم من كل شيء.