ومع ذلك لم أستوعب ما هو المقصود من التاريخ لعدم الاطلاع على شيء استمد منه في هذا المختصر ما لم يوجد في غيره مما يتعلق بالقدس الشريف وبلد سيدنا
الخليل ﵇ وقد تفحصت فلم أظفر بغير ما نقلت والله الموفق.
وكان ابتدائي في جمعه في خامس عشري ذي الحجة سنة تسعمائة من جمعه وترتيبه في دون أربعة أشهر مع ما تخلل في ذلك من عوارض الدهر نحو شهر لم أكتب فيه شيئا ومع اشتغال الفكرة بأمور الدنيا والله لطيف بعباده.
وإن فسح الله في الأجل جعلت له ذيلا أذكر فيه ما يقع من الحوادث بالقدس الشريف وبلاد سيدنا الخليل ﵇ وغيرهما من أولى سنة إحدى وتسعمائة إلى آخر وقت يريده الله تعالى فيما بقي من العمر.
حمدا لمن يسر لنا إتمام هذا التاريخ الجميل المسمى ب (الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل) وهو مشتمل على جل ما احتوى عليه تواريخ القدس مع زيادات نافعة مثل ذكر وفيات العلماء الأعلام ومن تولى القضاء منهم في المذاهب الأربعة بين الأنام وذكر الوقائع الحاصلة بالشام في مدة السلطان قايتباي من ابتداء سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة إلى التسعمائة من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام وبالجملة فهو كتاب عظيم الفوائد وافر الموائد يبتهج المطالعون بدراري أخباره ويتشف السامعون بدرر آثاره.
وقد تم طبعه وأينع طلعه بالمطبعة الوهبية الكائنة بمصر المحمية في أوائل جمادى الأولى من سنة ألف ومائتين وثلاث وثمانين من هجرة سيد الأولين والآخرين ﷺ وشرف وكرم وعظم آمين.