تسعين وسبعمائة وكان من الصالحين حافظا لكتاب الله كثير التلاوة وكانت له شهرة عظيمة بالصلاح والتصرف بالحال وكان كثير السيارات وعرض له في بعض سياراته قطاع الطريق فصاح بهم فانصرعوا ولم يفيقوا حتى سأله أهل تلك الناحية واستعطفوه فنفل في ماء ورش على وجوهم فأفاقوا تائبين وكشف الله عن قلوبهم حجاب الغفلة ولزموا خدمته وظهرت لهم أحوال وماتوا على ذلك ولهم قبور تزار.
وله غير ذلك من التصرفات والبركات منها إن جماعة أوقدوا له نارا وسألوه ان يبين لهم من حاله فأشار إلى عبده فدخل النار ذاكرا متواجدا ولا زال يمشي عليها يمينا وشمالا حتى صارت رمادا وأكثر تصرفاته كانت في البر بخلاف أخيه السيد أبي بكر توفي في ثاني عشر شوال سنة أربع وأربعين وثمانمائة ودفن بما ملا.
الشيخ الإمام العالم العلامة زين الدين عبد المؤمن بن عمر بن أيوب بن محمد الرهاوي الأصل الحلبي ثم القدسي الشافعي الواعظ معيد المدرسة الصلاحية وهو واعظ مدينة القدس الشريف ومفتيها وعالمها مولده في حدود سنة ستين وسبعمائة بمدينة الرها قدم إلى بيت المقدس في سنة خمس عشرة وثمانمائة فأكرمه الشيخان شمس الدين الهروي وشمس الدين الديري ووجدا فيه أهلية العلم فولاه الهروي إعادة الصلاحية وجلس للوعظ يعظ الناس وكان له اشتغال قديم وفضل وسماع للحديث رؤى صحيح البخاري عن جماعة من أصحاب ابن الشحنة وكان خيرا عالما فاضلا مفتيا واعظا متفننا يعظ بلطافة ومجون وجد وهزل ولسماع مواعيده التفات ويأتي بغرائب ونوادر وأشعار مليحة توفي بالقدس الشريف في يوم عرفة من سنة خمس وأربعين وثمانمائة ودفن بما ملا.
الشيخ الصالح عمر بن حاتم العجلوني الزاهد العابد القانت العارف العالم الفاضل الأوحد بركة الوقت صاحب الكرامات والمجاهدات والمكاشفات خرج من بلده عجلون وورد إلى بلد سيدنا الخليل ﵊ فنزل عند الشيخ عمر