لهم عدة وقعات فمن ذلك وقعة في يوم الجمعة تاسع عشر الشهر أشتد فيها القتال إلى وقت الظهر حت حمى الحر فافترق الفريقان ورجع كل إلى مخيمه.
ووقعة في يوم الاثنين الثالث والعشرين من الشهر حصر العدو البلد واستشهد اثنان من المسلمين وقتل جماعة من المشركين.
ووقعة في اليوم الثامن والعشرين من الشهر خرج العدو فأرسلا وراجلا وركب السلطان واشتد الأمر واستشهد من المسلمين بدوي وكردي وهلك خلق كثير من المشركين وأسر منهم فارس بفرسه.
ووقعة في يوم الأحد التاسع والعشرين من الشهر طال فيها القتال وأسر الكفار من المسلمين واحداً فأحرقوه وأسر المسلمون منهم واحداً وأحرقوه قال العماد الكاتب وشاهدنا البارين في حالة واحدة يشتعلان والصفان واقفان يقتتلان.
[ذكر المركيس ومفارقته]
وفي يوم الاثنين سلخ الشهر ذكر عن المركيس إنه هرب إلى صور فإنه كان بينه وبين هنقرى عداوة وأحقاد باطنية لأمور كانت بينهما فلما جاء ملك الانكثير تظلم إليه هنقرى واستعداده على المركيس فلما علم المركيس بذلك فر منه.
(فصل)
ووصل العساكر إلى السلطان من سنجار ومن مصر وحضر رسول من عند بعض ملوك الإفرنج إلى السلطان بكلام مهمل لا طائل تحته ثم حضر رسل ثلاثة فأكرمهم السلطان وأحسن إليهم وكان غرض الإفرنج بتكرير الرسالات الخداع حتى يشتغل المسلمون عنهم وضعف الثغر من قوة الحصر.
ولما علم السلطان يوم الثلاثاء سابع جماد الآخرة بما عليه البلد من غلبة