وخطابتها ومشيخة الشيوخ ثم أعيد إلى قضاء الديار المصرية ثم عزل منها ثم أعيد إليها.
وعمى في أثناء سنة سبع وعشرين وسبعمائة فصرف عن القضاء ووليه بعد مدة ولده قاضي القضاة عز الدين عبد العزيز وانقطع بمنزله ليسمع عليه ويتبرك به وكان حسن السيرة له الجلالة والخلق الرضي وله النظم والنثر والخطب والتصانيف منها التبيان لمهمات القرآن وغرر التبيان والفوائد اللائحة من سورة الفاتحة والمنهل الروي في علوم الحديث النبوي والفوائد الغزيرة في أحاديث بريرة وتنقيح المناظرة في تصحيح المخابرة وتحرير الأحكام في تدبير جيش الاسلام ومستند الأجناد في آلات الجهاد والطاعة في فضيلة صلاة الجماعة وحجة السلوك في مهاداة الملوك وكشف الغمة في أحكام أهل الذمة وله غير ذلك.
توفي في جمادي الأولى سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة ودفن قريبا من الشافعي ﵁.
قاضي القضاة عماد الدين أبو حفص عمر بن الخطيب ظهير الدين عبد الرحيم ابن يحيى القرشي الزهري النابلسي الشافعي تفقه بدمشق وأذن له في الفتوى وولي خطابة القدس الشريف مدة طويلة وقضاء نابلس معها ثم ولي قضاء القدس في آخر عمره وله اشتغال وفضيلة وشرح صحيح مسلم في مجلدات وكان سريع الحفظ والكتابة توفي بالقدس في المحرم سنة أربع وثلاثين وسبعمائة ودفن بمقبرة ما ملا.
وولي الخطابة عوضه زين الدين عبد الرحيم ابن جماعة وهو الخطيب العلامة زين الدين عبد الرحيم بن قاضي القضاة شيخ الاسلام بدر الدين محمد بن إبراهيم ابن سعد الله بن جماعة الكناني الشافعي ولي الخطابة بالمسجد الأقصى الشريف في ثالث شهر ربيع الأول سنة أربع وثلاثين وسبعمائة وخلع عليه بذلك من دمشق واستمر إلى أن توفي في سنة تسع وثلاثين وسبعمائة.
الشيخ شمس الدين محمد بن شرف الدين محمد بن جمال الدين أبى البقاء