جهة الشمال إيوان لطيف به محراب يسمى محراب زكريا ﵇ وهو بجوار الباب الشرقي وبداخل الجامع المذكور أيضا من جهة الغرب مجمع كبير معقود بالأحجار الكبار وهو كوران ممتدان شرقا بغرب ويسمى هذا المجمع جامع النساء وهو عشر قناطر على تسع سواري في غاية الأحكام وقد أخبرت انه من بناء الفاطميين.
وبصدر الجامع من وراء القبلة الزاوية الخنثينية - ويأتي ذكرها - وهي بداخل المقصورة الحديد الملاصقة للمنبر وبجوار الزاوية الخنثنية من جهة الغرب دار الخطابة والمنبر الموضوع بصدر الجامع من الخشب وهو مرصع بالعاج والأبنوس وهو الذي عمله السلطان الملك العادل نور الدين الشهيد ﵀ بحلب - كما تقدم - وكان عمله في شهور سنة أربع وستين وخمسمائة وقال هذا برسم القدس فلما فتح الله البلاد على يد الملك صلاح الدين أحضره من حلب وهو موجود إلى عصرنا وعليه مكتوب تاريخ عمله وهذا لحسن نية نور الدين الشهيد فإنه بلغه الله مراده بعد وفاته عفا الله عنه ومقابله دكة المؤذنين على عمد من رخام في غاية الحسن.
ولهذا الجامع عشرة أبواب يدخل منها إليه من صحن المسجد فسبعة أبواب منها في جهة الشمال وكل باب منها ينتهي إلى كور من الأكوار السبعة - المتقدمة ذكرها - وبظاهر الأبواب السبعة رواق على سبع قناطر كل باب قبال قنطرة وبها أربعة عشر عمودا من الرخام مبنية في السواري وباب من جهة الشرق وهو الذي ينتهي إلى جهة مهد عيسى وباب من جهة المغرب والباب العاشر وهو الذي يدخل منه إلى المكان المعروف بجامع النساء.
[(بئر الورقة)]
وبداخل هذا الجامع بئر عن يسرة الداخل من الباب الكبير يسمى بئر الورقة وقد ورد في أمر الورقة حكايات وأخبار وأحاديث كثيرة مختلفة فمن ذلك: