أبي الفدا إسماعيل القرقشندي الشافعي ولد سنة ثمان وأربعين وسبعمائة كان من العلماء الأعلام سمع على والده وجده العلائي وتفقه بهما وسمع على البهاء والتاج السبكيين وأذنا له في الافتاء والتدريس وأخذ عن خلق كثير من العلماء وكان من عجائب الدهر حفظا وذكاء واستحضارا للعلوم حتى قيل إنه كان يحفظ فردة كتب توفي في سنة تسعين وسبعمائة وكان آخر كلامه لا إله إلا الله.
وحكي عنه انه قبل موته بقليل نظر إلى أخيه العلامة شمس الدين ثم أنشد بلسان منطلق:
محمد صبرا فقبلك قد بكت … عين النبي ومات إبراهيم
ودفن بما ملا بتربة أقاربه إلى جانب أبيه.
القاضي بدر الدين أبو عبد الله محمد بن مزهر اشتغل بالعلم ونشأ على طريقة حسنة ولي كتابة السر بدمشق مرتين عشر سنين ونحو ثمانية أشهر وباشر بعفة ونزاهة وكان شكلا حسنا توفي بالقدس الشريف في ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة.
الشيخ الصالح القدوة عبد الله بن خليل بن علي الأسد آبادي البسطامي كان من أولياء الله تعالى العارفين وله أحوال ظاهرة وهو صاحب الزاوية البسطامية بحارة المشارفة توفي بالقدس الشريف في سنة أربع وتسعين وسبعمائة ودفن بحوش البسطامية بما ملا عند شيخه الشيخ علي الصفي - المتقدم ذكره -.
المسندة الصالحة البركة أسماء بنة الحافظ صلاح الدين خليل بن العلائي ولدت في سنة خمس وعشرين وسبعمائة وسمعت على والدها وغيره وحدثت الكثير من مسموعاتها وهي زوجة العلامة تقي الدين إسماعيل القرقشندي وأم ولديه الشمسي والبرهاني أجازت بالفتوى لحفيدها شيخنا القرقشندي - الآتي ذكره -.
وتوفيت سنة خمس وتسعين وسبعمائة ودفنت بما ملا بالقلندرية بجوار زوجها وأولادها.