واقفها الأمير تنكز الناصري نائب الشام وهي مدرسة عظيمة ليس في المدارس أتقن من بنائها وهي بخط باب السلسلة ولها مجمع راكب على الأروقة الغربية في المسجد ولواقفها مآثر خير في المسجد وعمائر كثيرة منها الرخام الذي في قبلة المسجد عند المحراب ومنها جانب الجامع الأقصى الغربي وهو الذي عمر قناة الماء الواصلة إلى مدينة القدس الشريف وكان ابتداء عمارتها في شوال سنة سبع وعشرين وسبعمائة ووصلت إلى القدس الشريف ودخلت إلى وسط المسجد الأقصى في أواخر ربيع الأول سنة ثمان وعشرين وسبعمائة وعمل البركة الرخام بين الصخرة والأقصى وله الحمام الكائن بباب القطانين المعروف بالجديد وغير ذلك وعلى باب المدرسة تاريخها في سنة تسع وعشرين وسبعمائة.
وتوفي تنكز في يوم الثلاثاء الحادي والعشرين من المحرم سنة إحدى وأربعين وسبعمائة بقلعة إسكندرية مسموما عفا الله عنه ودفن بالإسكندرية ثم نقل إلى تربته بدمشق وقد جاوز الستين وكان نقله بدمشق ليلة الاثنين خامس رجب سنة أربع وأربعين وسبعمائة.
[المدرسة البلدية]
بباب السكينة بجوار باب السلسلة واقفها الأمير منكلي بغا الأحمدي نائب حلب توفي ودفن بها في جمادي الآخرة سنة ثنتين وثمانين وسبعمائة وبجوارها المدرسة الشريفة السلطانية الأشرفية داخل المسجد الأقصى الشريف بالقرب من باب السلسلة وسبب بنائها هو أن الأمير حسن الظاهري كان قد بنى المدرسة القديمة للملك الظاهر خشقدم ثم بعد وفاته سأل الملك الأشرف قايتباي قبولها فقبلها منه ونسبت إليه ورتب لها شيخا وصوفية وفقهاء وصرف لهم المعاليم ثم حضر الملك الأشرف قايتباي إلى القدس الشريف في سنة ثمانين وثمانمائة فلم تعجبه.
فلما كان في سنة أربع وثمانين جهز خاصكي بهدمها وتوسيعها بما يضاف إليها من العمائر فكان الابتداء في حفر أساس المدرسة الموجودة الآن في رابع