للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

عَلَيْهِ أَمر وَلَده الْملك الْأَفْضَل بمبادرتهم فِي الرحيل وسبقهم إِلَى مرج عُيُون حَتَّى إِذا تَيَقّن قصدهم سبقت العساكر إِلَى بيروت ودخلتها وَكتب السُّلْطَان إِلَى العساكر الْوَاصِلَة إِلَى دمشق أَن يَكُونُوا مَعَ وَله فَنزل بمرج عُيُون والافرنج بعكا لم تخرج مِنْهَا (نزُول السُّلْطَان على مَدِينَة يافا وَفتحهَا) لما رَحل ملك الانكثير وَترك فِي مدينتي يافا وعسقلان جمعا من الْعَسْكَر انتهز السُّلْطَان الفرصة لغيبته ونهض بعسكره الْحَاضِر وَنزل على يافا وحصرها ورماها بالمناجيق وزحف عَلَيْهَا وهجم على الْمَدِينَة وَقتل من بهَا وَوجدت الْأَحْمَال الْمَأْخُوذَة من قافلة مصر فَأخذت وامتلأت الْبَلَد من الْمُسلمين وَبقيت القلعة وَطلب أَهلهَا الْأمان ويسلمونها وَكَانَ قرب الِاسْتِيلَاء عَلَيْهَا فَلَمَّا طلبُوا الْأمان كف النَّاس عَنْهَا فَخرج البطرك الْكَبِير وَمَعَهُ جمَاعَة من المقدمين والأكابر عل أَن يدخلُوا تَحت طَاعَة السُّلْطَان وسلموا المَال والذخائر حَتَّى دخل اللَّيْل فاستمهلوا إِلَى الصَّباح وطلبوا من يحفظهم من الْمُسلمين وَمَا زَالَ يخرج من يَسْتَدْعِي زِيَادَة التوثقة حَتَّى وصل ملك الانكثير فِي الْبَحْر فِي مراكب فِي اللَّيْل وَدخل القلعة من الْجَانِب البحري وَنَادَوْا بشعار الْكفْر فَاكْتفى مكنهم بِمن أسر وَنَدم الْمُسلمُونَ عل مَا وَقع من الْأمان وَلَو أَن السُّلْطَان توقف فِي تأمينهم لأخذت القلعة وَكَانَ ذَلِك فتحا عَظِيما وَأخذ الْمُسلمُونَ من الْأَمْوَال والغنائم مَا لَا يُحْصى واستعادوا من الْكفَّار مَا نهبوه من الكبسة المصرية وَقتل من أَقَامَ بِالْبَلَدِ وَأسر وَحصل فِي أَيدي الْمُسلمين من مقدمي القلعة نَيف وَسَبْعُونَ وَكَانَ الْقَصْد فِي الأول رُجُوع الْكفَّار عَن قصد بيروت وَضعف الإفرنج من هَذِه الْوَقْعَة وَعَاد السُّلْطَان وخيم عل النطرون وَأقَام السُّلْطَان حَتَّى تكاملت العساكر ورحل السُّلْطَان وَنزل بالرملة وَقد اجْتمع العساكر من سَائِر الْبِلَاد وقوى وَاشْتَدَّ

<<  <  ج: ص:  >  >>