المحكي لفظه في مرسوم السلطان فأنكر كل منهم أنه كتب هذا الكتاب وحلف بالله العظيم أنه لم يكن سمعه إلا من لفظ المرسوم الشريف.
وكتب محضر بإعادة الجواب على السلطان وكان المسطر له القاضي كمال الدين أبو البركات محمد بن الشيخ خليفة المالكي الذي ولي قضاء المالكية فيما بعد وكتب فيه ان العلماء والفقراء حلفوا بالله العظيم أنهم لم يكونوا كتبوا ذلك ولا علموا به وكتب العلماء والقضاة خطوطهم على المحضر وكل منهم يحلف بالله على ذلك ومن جملة لفظ شيخ الصلاحية فيما كتبه انه يقسم بالله الذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما كتبت ذلك ولا علمت من كتبه ومن جملة ما كتبه القاضي الشافعي ولو علمت بهذا القائل لعزرته تعزيرا ولأقعدت به من الدجالين خلقا كثيرا.
وجهز هذا المحضر إلى السلطان على يد قاصده بشير الساعي فلم يرض السلطان بذلك ورسم بطلب القاضي الشافعي إلى القاهرة فحضر هجان بطلبه بسبب ذلك وبطلب ناظر الحرمين أيضا فتوجها من القدس الشريفة في نهار الاثنين ثاني عشر جمادي الآخرة.
وكان الشيخ أبو العزم بن الحلاوي خال القاضي الشافعي بالقاهرة يتكلم في أمر الكنيسة فإنه هو الذي أثار هذه الفتنة من أولها فلما وصل ناظر الحرمين والقاضي الشافعي إلى منزلة بئر العبد قبل وصولهما إلى قطية لقيهما الشيخ أبو العزم والسيد الشريف محمد بن عفيف الدين الإيجي الحسيني وهما متوجهان إلى القدس الشريف فتكلما مع القاضي الشافعي وقالا له ان السلطان لم يطلبك وقد فوض النظر في أمر الكنيسة للسيد الشريف - المشار إليه - وهو متوجه إلى القدس لتحرير أمرها فرجع القاضي صحبتهما من بئر العبد ودخلوا إلى القدس في يوم السبت ثاني شهر رجب.