بمال بذل له ولغيره في ذلك وحصل الوهن في الاسلام بذلك فمن الله بزوالها كما سنذكره في السنة الآتية إن شاء الله تعالى.
(تجديد البيعة للسلطان)
وفيها غضب السلطان الملك الأشرف أبو النصر قايتباي نصره الله تعالى من مماليكه فقصد خلع نفسه من الملك والخروج من الديار المصرية وكان ذلك في يوم السبت رابع شهر ربيع الآخر بحضرة أمير المؤمنين المتوكل على الله أبي العز عبد العزيز ابن يعقوب أعز الله به الدين وقضاة القضاة الأربعة وهم شيخ الاسلام زين الدين أبو محمد زكريا الأنصاري الشافعي وشيخ الاسلام ناصر الدين محمد الاخميمي الحنفي وشيخ الاسلام محي الدين عبد القادر بن تقي المالكي وشيخ الاسلام بدر الدين محمد السعدي الحنبلي وغيرهم من الأمراء وأركان الدولة فوقع منه بحضرتهم ما يؤذن بخلعة بأن قام وخلع سلارية عنه ورمى به بعد ان تبرم من السلطنة وهؤلاء الأمراء وفيهم من هو أهل للسلطنة فاختاروا من شئتم وأنا أتوجه من هنا إلى مكة في جماعة قليلة ولا اعارضكم في سلطنتكم وكلمات أخر نحوا من هذا فجزع الناس لذلك ثم استعطف خاطره واسترضى وجددت له البيعة بالسلطنة وكأني يوما مشهودا.
وفيها حضر إلى القدس الشريف القاضي شمس الدين محمد بن مازن المالكي وبيده التوقيع الشريف بولاية القضاء وكان قدومه في يوم الأربعاء ثامن ربيع الآخر.
وفيها قصد أمير عربان جرم وهو أبو العويسر ان يجدد مظلمة على الفلاحين بجبل القدس الشريف ويأخذ منهم مالا وكان أبو العويسر صغيرا دون البلوغ وكان حاجبه هو المدبر لأمره فقام في ذلك شيخ الاسلام نجم الدين بن جماعة