وجعلوه هيكلاً وصوروا أبوابه ومحاربيه واستقبلوا به العدو فيهزمه الله تعالى وكذلك في الجدب إذا صوروه واستقبلوا به فلا تزال السماء تمطر عليهم حتى يرفعوا الهيكل وكانوا يفعلون ذلك في كل أمر مهم يدهمهم والله ﷾ أعلم.
(ذكر ما يستحب أن يدعى به عند دخول المسجد الشريف)
والصخرة الشريف وآداب دخولها ومن أي باب يدخلها
يستحب لمن أراد دخول المسجد أن يبدأ برجله اليمن ويؤخر اليسرى ويقول اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج صلى على النبي ﷺ وقال اللهم أغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك.
ويستحب لمن أراد الدخول للصخرة الشريفة أن يجعلها عن يمينه حتى يكون بخلاف الطواف حول البيت الحرام ويقدم النية ويعقد التوبة بالإخلاص مع الله تعالى وإن أحب أن ينزل تحت الصخرة الشريفة في المغارة فليفعل فإذا نزل يكون بأدب وخشوع ويصلي ما بدا له ويدعو بدعاء سليمان ﵇ الذي دعا به لما فرغ من بنائه وقرب القربان وهو قوله اللهم من أتاه من ذي ذنب فاغفر ذنبه أو ذي ضر فاكشف ضره ثم يدعو بما شاء من خيري الدنيا والآخرة ويجتهد في الدعاء تحت الصخرة فإن الدعاء في ذلك الموضع مقطوع له بالإجابة إن شاء الله تعالى.
وحكي جماعة من العلماء إن الأدعية التي يدعي بها ليس فيها خصوصية بهذا الموضع فإن الإنسان مأمور بالدعاء موعود عليه بالاستجابة لقوله تعالى (وقال ربكم أدعوني استجيب لكم) وقوله تعالى (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان) والمراد من الأدعية ما وردت به السنة الشريفة النبوية.
فمن ذلك ما رواه أنس بن مالك ﵁ عن النبي ﷺ إنه قال لأبي عياش زيد بن الصامت الزرقي حين رآه يصلي ويقول اللهم إني