للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان الإفرنج اشترطوا إعادة جميع البلاد وإطلاق أساراهم فبذل السلطان لهم عكا بما فيها وإن يطلق في مقابلة كل شخص أسيراً فلم يقبلوا وسمح لهم برد صليب الصلبوت وانفصل الأمر على غير اتفاق وضعف البلد وعجز من فيه.

[استيلاء الإفرنج على عكا]

وفي يوم الجمعة السابع عشر من جمادى الآخرة اجتمعت الإفرنج بجموعها وهجمت وطلعت في السور المهدوم فثار عليهم المسلمون وصدوهم وحصلت الوقعة حتى كلت الرجال فخرج سيف الدين علي بن أحمد المشطوب وحسام الدين حسين بازيك وأخذ أمان الإفرنج على أن يخرجوا بأموالهم وأنفسهم على تسليم البلد ومائتي ألف دينار وخمسمائة أسير من المجهولين وما أسر من المعروفين وصليب الصلبوت وأشياء ذكراها غير ذلك فلم يشعرا إلا بالرايات الإفرنجية قد نصبت على عكا وما عند السلطان علم بما جر عليه الحال فانزعج السلطان والمسلمون لذلك ونقل الثقل تلك الليلة إلى منزلة الأول بشغرعم وأقام في خيمة لطيفة ثم انتقل سحر ليلة الأحد تاسع عشر الشهر إلى المخيم وهو في غم عظيم فسلاه أصحابه واستعطفوا بخاطره وخرج رسول بهاء الدين قراقوش طلبا قدروه من القطيعة وقال أد ركونا بنصف المال وجميع الأسارى وصليب الصلبوت قبل خروج الشهر وإن تأخر شيء من ذلك أسرنا ونصف المال يصبرون به إلى شهر آخر.

فأحضر الأكابر وفاوضهم فأشاروا باستنقاد إخوانهم من المسلمين فشرع السلطان في تحصيله وكتب إلى الأقطار يعلمهم بالحال ويستنفرهم للجهاد في سبيل الله.

وفي يوم الخميس سلخ جماد الآخرة خرج الإفرنج وانتشروا فضربت الكاسات السلطانية فانتدب العسكر واشتد الحرب وانهزم الإفرنج فجاءت