أو ثلاثة فوصل إلى القاهرة المحروسة وغرم مالا ورسم له بالاستمرار في وظيفته.
وفيها في يوم الثلاثاء تاسع عشري ربيع الأول الموافق السابع كانون الثاني وقع الثلج بالقدس الشريف واستمر ينزل من ظهر الثلاثاء إلى عشية يوم الخميس مستهل ربيع الآخر ليلا ونهارا حتى امتلأت الشوارع والأسطحة والأماكن وحكى الكبار إنهم لم يروا مثل ذلك في هذه الأزمنة من نحو سبعين سنة وكان حجمه فوق الأرض في بعض الأماكن أكثر من أربعة أذرع وأخبرت انه كان في بعض الأماكن أكثر من خمسة أذرع وتقطعت السبل وسدت الشوارع وأصبح الناس يوم الجمعة ثاني ربيع الآخر في شدة شديدة وأقيمت صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى الشريف فلم يحضرها من أهل بيت المقدس النصف بل ولا الثلث ووقع الثلج بمدينة الرملة ولم يعهد وقوعه بها في هذه الأزمنة إلا ما يحكى ان من مدة طويلة نحو ثمانين سنة وقع بها الثلج في سنة فسماها أهل الرملة سنة الثلج ولم يعلم أنه بلغ قدر ما بلغ في هذه المرة فإنه وصل إلى البحر واستمر في شوارع القدس أكثر من عشرين يوما واشتد حتى صار كالحجارة.
ثم وقع البرد الشديد بعد وقوع الثلج بنحو خمسة عشر يوما حتى جمد الماء وصار جليدا ثم في عشية الخميس ليلة الجمعة السادس عشر من ربيع الآخر عاد الثلج ونزل حتى عم الأرض لكنه كان خفيفا ومن الاتفاق ان الثلج كان قد وقع بالقدس في السنة الماضية وهي سنة ثمان وتسعين في يوم تاسع عشري ربيع الأول ثم وقع في هذه السنة في يوم تاسع عشري ربيع الأول لكنه في العام الماضي كان في يوم الجمعة وفي هذا العام في يوم الثلاثاء ثم وقع الثلج بغزة المحروسة ولم يعلم وقوعه بها قبل ذلك فسبحان القادر على ما يشاء.
وأما الأمير جان بلاط نائب القدس فقد تقدم توجهه إلى الأبواب الشريفة والانعام عليه بالاستمرار في وظيفته ثم البس التشريف المستمر بالحضرة الشريفة ودخل في بكرة يوم الخميس ثاني عشري ربيع الآخرة وكان يوما كثير المطر