فتوفي في القاهرة قبل خروجه منها في ذي القعدة من السنة المذكورة وهي سنة خمس وتسعين وسبعمائة.
قاضي القضاة عماد الدين أبو عيسى أحمد بن القاضي شرف الدين عيسى بن موسى العامري الأزرقي الكركي الشافعي ولد بالكرك في شعبان سنة إحدى أو اثنتين وأربعين وسبعمائة واشتغل بها وحفظ المنهاج قرأ على والده وغيره وكان أبوه من تلاميذ الشيخ تقي الدين السبكي ومات في سنة ثلاث وستين وسبعمائة ورحل إلى الشام والقاهرة في طلب الحديث وأخذ عن جماعة وولي قضاء الكرك بعد والده وعظم قدره وصحب الملك الظاهر برقوق حين سجن بالكرك فلما عاد إلى السلطنة ولاه قضاء الديار المصرية عوضا عن بدر الدين ابن أبي البقاء فباشر بصرامة وانفاذ للحق وحكم بالعدل.
ثم صرف عن القضاء في ثامن المحرم سنة خمس وتسعين وسبعمائة ثم استقر في تدريس المدرسة الصلاحية وخطابة المسجد الأقصى وإمامته في سابع عشر رجب سنة تسع وتسعين وسبعمائة.
وتوفي في صبيحة يوم الجمعة سادس عشري ربيع الأول سنة إحدى وثمانمائة ودفن بما ملا عند الشيخ أبي بكر الموصلي ﵀.
شيخ الاسلام شمس الدين أبو الخير محمد بن محمد الجزري الدمشقي المقري الشافعي مولده في ليلة السبت سادس عشر رمضان سنة إحدى وخمسين وسبعمائة اعتنى بالقراءات فأتقنها ومهر فيها وله مصنفات جليلة منها كتاب النشر في القراءات العشر ونظم العشرة وذيل على طبقات القراء للذهبي والحصن الحصين في الأدعية والأذكار والتوضيح في شرح المصابيح وغير ذلك وجميع مصنفاته مفيدة نافعة وعين لقضاء الشام فلم يتم له ذلك ولي تدريس الصلاحية بعد الشيخ نجم الدين بن جماعة - المتقدم ذكره - وأقام بها نحو السنة ثم توجه من القدس إلى بلاد الروم ثم سار إلى بلاد فارس وولي قضاء شيراز وحضر إلى القاهرة