جمال الدين ابن جماعة فاستقر فيها في دولة الملك الظاهر جقمق في صفر سنة أربع وأربعين وصادفت توليته تولية القاضي عز الدين خليل السخاوي ناظر الحرمين الشريفين فدخلا إلى القدس الشريف في يوم واحد وهو مستهل ربيع الأول سنة أربع وأربعين وثمانمائة فاستمر عل ما هو معهود منه من العفة والسيرة الحسنة والأحكام المرضية إلى أن توفي في شهور سنة سبع وخمسين وثمانمائة ودفن بما ملا بحوش البسطامية وكان من قضاة العدل.
وقد رأى بعضهم في منامه الشيخ داود الهندي وهو يقول له قل لابن السائح إني رسول الله رسول الله إليه أبشره انه من قضاة العدل الناجين رحمه الله تعالى.
قاضي القضاة شهاب الدين أبو العباس أحمد ابن الشيخ فخر الدين عثمان السعدي الشافعي ابن أخي شيخ الاسلام عز الدين المقدسي وكان يعرف بابن أخي شيخ الصلاحية ولي القضاء بالقدس الشريف عوضا عن القاضي علاء الدين ابن السائح مدة يسيرة في شهور سنة أربع وخمسين وثمانمائة ثم عزل وأعيد القاضي علاء الدين ولم يل بعد ذلك ولحقه صمم وكان الناس سالمين من يده ولسانه وعمر وكانت وفاته في خامس عشر صفر سنة ست وثمانين وثمانمائة ودفن بباب الرحمة رحمة الله عليه.
قاضي القضاة شهاب الدين أبو العباس أحمد بن القاضي المفتي علاء الدين أبي الحسن علي ابن القاضي شرف الدين إسحاق التميمي الداري الخليلي الشافعي مولده في ثامن عشر ربيع الآخر سنة إحدى وتسعين وسبعمائة سمع الحديث على جماعة واشتغل قديما وحصل ولي قضاء بلد سيدنا الخليل ﵊ وكان حسن الملتقى مشكور السيرة في القضاء عفيفا في الأحكام ثم ولي قضاء الرملة ثم غزة ثم ولي قضاء القدس الشريف عوضا عن القاضي برهان الدين بن جماعة في مستهل شهر جمادي الآخرة سنة اثنتين وستين وثمانمائة وانفصل في رابع عشر شعبان منها.