وكان محببا إلى الناس ولم يكن أحد يدانيه في سعة الصدر وكثرة البذل وقيام الحرمة والصدع بالحق وردع أهل الفساد وله مجاميع وفوائد بخطه وجمع تفسيرا في نحو عشر مجلدات وكان لا ينظر بإحدى عينيه.
وقد أخبرت أنه الذي عمر المنبر الرخام بالصخرة الشريفة الذي يخطب عليه للعيد وأنه كان قبل ذلك من خشب يحمل على عجل.
توفي شبه الفجأة في شعبان سنة تسعين وسبعمائة ودفن بتربة أقاربه بالمزة ظاهر دمشق رحمه الله تعالى.
وولي بعده تدريس الصلاحية وخطابة المسجد الأقصى ولده محب الدين أحمد وهو دون البلوغ وناب عنه ابن عمه شيخ الإسلام نجم الدين أبو عبد الله محمد ابن الشيخ زين الدين عبد الرحمن ابن الخطيب برهان الدين إبراهيم ابن الشيخ زين الدين أبي الفرج عبد الرحمن ابن الشيخ برهان الدين إبراهيم بن سعد الله ابن جماعة الكناني الشافعي ومولده بحماه سنة خمس وعشرين وسبعمائة وكان نائبا عن ابن عمه قاضي القضاة برهان الدين ابن جماعة في الخطابة وتدريس الصلاحية مدة طويلة وفوض إليه نظرها وتدريسها وكتب في توقيع ولده قاضي القضاة برهان الدين ان ولد عمه الشيخ نجم الدين محمد بن جماعة يكون نائبا عنه في حياته مستقلا بعد وفاته.
وكان صالحا ناسكا كثير العبادة أخبر عنه بعض خدام المسجد الأقصى أنه كان يخرج في الليل من دار الخطابة هو وزوجته فيصليان بجامع النساء طول الليل فإذا قرب الشعل دخلا وهو الذي قلع عين قاضي القضاة برهان الدين بن جماعة وهما صغيران يلعبان من شق الباب.
فلما توفي قاضي القضاة برهان الدين بن جماعة واستقر بعده فيهما ولده محب الدين باشر نيابة عنه إلى أن توفي محب الدين في سنة خمس وتسعين وسبعمائة فتوجه الشيخ نجم الدين إلى القاهرة ليسعى في الوظيفتين لنفسه فرسم له بهما ووليهما.