وسبعين وأربعمائة ولما نزل الملك الظاهر بيبرس يوم فتح يافا وأرسوف زاره ونذر النذور والأوقاف ودعا عند قبره فيسر الله له فتح البلاد وفي كل سنة له موسم في زمن الصيف يقصده الناس من البلاد البعيدة والقريبة ويجتمع هناك خلق لا يحصيهم إلا الله تعالى وينفقون الأموال الجزيلة ويقرأ عنده المولد الشريف.
وفي عصرنا ولي النظر عليه سيدنا ومولانا وشيخنا ولي الله تعالى قدوة العباد وإمام الزهاد وبركة الوجود والعباد شمس الدين أبو العون محمد الغزي القاري الشافعي نزيل جلجوليا شيخ السادة القادرية بالمملكة الاسلامية متع الله الأنام بوجوده فعمر المشهد وأقام نظامه وشعاره وفعل آثارا حسنة منها الرخام المركب على الضريح الكريم عمله في سنة ست وثمانين وثمانمائة وكان قبله يعمل عليه ضريح من خشب وحفر البئر الذي بصحن المسجد حتى وصل إلى الماء المعين ثم عمر برجا على ظهر الإيوان من جهة الغرب للجهاد في سبيل الله تعالى ووضع فيه آلات الحرب لقتال الإفرنج - خذلهم الله - وكانت عمارته بعد التسعين والثمانمائة وغير ذلك من أنواع العمارة والخير أثابه الله تعالى ثوابا جزيلا ومد في حياته أمدا طويلا.
وتوفي شيخنا أبو العون الغزي في ربيع الآخر سنة عشر وتسعمائة بمدينة الرملة.
وبأرض فلسطين عدة من الأولياء والصالحين والأماكن المقصودة للزيارة والمقصود هنا الاختصار والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
[(ذكر عسقلان)]
عن عبد الله بن عباس ﵄ قال جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال يا رسول الله أني أريد الغزو في سبيل الله فقال عليك بالشام فإن الله تعالى قد تكفل بالشام وأهله والزم من الشام عسقلان فإنها إذا دارت الرحا