عن القضاء بقاضي القضاة تاج الدين الديري في حادي عشر المحرم سنة إحدى وخمسين وثمانمائة وتوفي مسموما في يوم الاثنين حادي عشر جمادي الأولى سنة خمس وخمسين وثمانمائة ودفن عند والده بما ملا.
وتوفي قبله أخوه القاضي برهان الدين إبراهيم وكان من أهل الفضل وباشر نيابة الحكم عن أخيه بالقدس وكانت وفاته في شهور سنة ثمان وعشرين وثمانمائة ودفن عند والده.
القاضي أمين الدين عبد الرحمن بن قاضي القضاة شيخ الاسلام شمس الدين أبي عبد الله محمد بن الديري الحنفي مولده قبل العشرين والثمانمائة اشتغل وحصل العلوم وفاق وتقدم وكان مفرط الذكاء سريع الحفظ باشر القضاء نيابة عن أخيه قاضي القضاة سعد الدين بالديار المصرية وأفتى ودرس بالمعظمية بالقدس الشريف ولي نظر الحرمين القدس والخليل وعين له كتب السر بمصر وكان ينظم الشعر وسار ببيت المقدس وعظم أمره في دولة الملك الظاهر جقمق توفي في ليلة السبت المسفر صباحها عن رابع ذي الحجة الحرام سنة ست وخمسين وثمانمائة مبطونا وفدن بما ملا إلى جانب والده وهو والد شيخ الاسلام بدر الدين الديري أحد علماء الديار المصرية فسح الله في مدته ونفع بعلومه.
وفي أيام ولايته - النظر - أنعم السلطان الملك الظاهر جقمق على جهتي الوقفين المبرورين بمائة وعشرين غرارة قمح القيمة عنها ثلاثة آلاف وستمائة دينار ولما توفي تجمد على الوقف ثمن غلال فأنعم الملك الظاهر بتوفية الثمن وهو أربعة آلاف وسبعمائة دينار.
الشيخ شمس الدين محمد بن محسن بن حسن اليمني الهاشمي الحنفي المعروف بخجا يمني شيخ المدرسة الجوهرية بالقدس الشريف كان رجلا خيرا وله هيبة وكان موجودا في سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة وتوفي بعد ذلك بيسير ودفن بباب الرحمة.