ليلة من الليالي إلي الطريق فإذا بأسود بين يديه قد منعه من المسير فذكر حديث خالد فقاله ففرح الله عنه فمضى فلق حمار وحش فاتحاً فاه يريد ليأكل يده فذكر حديث ثور فقاله فولى الحمار وهو يقول لا يرحم الله ثوراً كما علمك.
وعبد الله بن عامر العامري قال سألت راهباً ببيت المقدس فقلت له يا راهب ما أول الدخول في العبادة؟ قال الجوع قلت وما دليل ذلك؟ قال لأن الجسد خلق من تراب والروح من ملكوت السماوات فإذا شبع الجسد ركن إلى الأرض وإذا لم يشبع اشتاق إلى ملكوت قلت ما سبب الجوع؟ قال ملازمة الذكر والخضوع.
وأبو عبد الله بن خصيف خرج من شيراز إلى مكة ثم أتي بيت المقدس ثم دخل الشام ﵀.
وقاسم الزاهد قال رأيت راهباً على باب بيت المقدس كالولهان لا يرقأ له دمع فهالني أمره فقلت يا أيها الراهب أوصني وصية أحفظها عنك فقال كن كرجل احتوشته السباع والهوام فهو خائف مذعور يخاف أن يسهو فتفترسه أو يلهو فتنهشه فليله ليل مخافة إذا أمن فيه المغترون ونهاره نهار حزن إذا فرح فيه البطالون ثم ولى وتركني فقلت لو زدتني شيئاً عسى الله أن ينفعني به فقال يا هذا أن الظمآن يكفيه من الماء أيسره.
ومحمد بن حاتم بن محمد بن عبد الكريم الطائي أبو الحسن الطوسي تفقه على إمام الحرمين وكان صدوقاً خبيراً فقيهاً صوفياً دخل بيت المقدس وسمع به الحديث.
أبو محمد عبد الله بن الوليد بن سعد بن بكر الأنصاري الفقيه المالكي سكن مصر ورو بها عن أبي محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني وغيره قال ابن الوليد أنبأنا أبو محمد بن أبي زيد قال جماع آداب الخير وأزمته في أربعة أحاديث قول النبي ﷺ من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت وقوله من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه وقوله - للذي