الخطيب ثم دخل الغرب وسكن البرية توفي سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة.
وأبو علي الحسن بن فرج بن حاتم المقدسي الواعظ الشافعي روى عن القاضي الرشيد المقدسي توفي في نصف شعبان سنة خمس وثلاثين وخمسمائة.
والإمام أبو بكر بن العربي محمد بن عبد الله المغربي المعافري الأندلسي الإشبيلي الحافظ المشهور دخل مع أبيه إلى المشرق سنة خمس وثمانين وأربعمائة ولقي الإمام الطرطوشي وتفقه عليه وصحب الشاشي والغزالي قدم بيت المقدس وروى عنه خلق كثير من العلماء توفي سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.
وأبو بكر الجرجاني محمد بن أحمد بن أبي بكر من أهل جرجان من عمل نيسابور قصد هو وأبو سعيد السمعاني زيارة بيت المقدس فذهبا ولم يفترقا حتى رجعا إلى العراق وكان شيخاً صالحاً قيماً بكتاب الله دائم البكاء كثير الحزن مولده سنة خمس وستين وأربعمائة توفي سنة أربع وأربعين وخمسمائة.
وتاج الإسلام أبو سعيد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني الشافعي صاحب كتاب الذليل لتاريخ مدينة السلام عدة مجلدات وله تاريخ مرور الأسباب وطراز المذهب في آداب الطلب وتحفة المسافر وعز العزلة والمناسك والتخيير في المعجم الكبير والأماني وغير ذلك قدم بيت المقدس زائراً له وهو في أيدي الكفار وتوفي في غرة ربيع الأول سنة اثنتين وستين وخمسمائة.
ومن عباد بيت المقدس المشهورين بالصلاح إدريس بن أبي خولة الأنطاكي وعبد العزيز المقدسي وكانا صالحين ذكرهما ابن الجوزي في صفوة الصفوة وذكر لهما كرامات ولم يؤرخ وفاتهما.
وأما من دخل بيت المقدس واستوطنه من الزهاد والصالحين ممن لم يعرف اسمه فكثير ولهم أخبار ومناقب لم نذكرها لعدم معرفة أسمائهم وبالله التوفيق.
وقد انتهى ذكر ما قصدته من تراجم الأعيان بالقدس الشريف ممن كان به في الزمن السالف قبل استيلاء الإفرنج عليه ولم اظفر بغير ذلك لطول الأزمنة