الصخرة الشريفة وألبسه خلعة ودخل إلى القدس في أواخر ذي الحجة سنة سبع وسبعين صحبة قاصدا ابن عثمان ملك الروم وكان يوما حافلا وتصدر بالصخرة الشريفة لاشتغال الطلبة والتدريس والفتوى وانتفع به جماعة من فقهاء الحنفية واستمر على ذلك إلى أن توفي في أوائل جمادي الأولى سنة تسعين وثمانمائة ودفن بما ملا.
الفقيه علاء الدين علي بن عبد الله بن محمد الغزي المقري الحنفي المعروف بابن قاموا شيخنا ذكر أنه لما نزل الأشرف برسباي إلى آمد سنة ست وثلاثين وثمانمائة كان مراهقا حفظ القرآن العظيم وتلي بالسبع على شيخنا العلامة شمس الدين بن عمران وغيره وأقام ببيت المقدس دهرا وأدب به الأطفال وسمع الحديث وأقرأ القرآن وكان جيد الحفظ له سريع القراءة.
وقد قرأت عليه القرآن - ولي نحو عشر سنين - بمكتب باب الناظرة فأقرأني من سورة الأنبياء إلى الفاتحة ثم كررت ختم القرآن عليه مرات كثيرة وقرأت بعضه عليه برواية عاصم وأحضرني مجلس شيخنا ابن عمران لسماع الحديث واعتنى بتحصيل الإجازة لي منه توفي في يوم الثلاثاء ثاني عشر ذي الحجة سنة تسعين وثمانمائة بالقدس الشريف.
القاضي زين الدين محمود بن بدر الدين حسن بن الدويك الحنفي الفرضي كان من أعيان المباشرين على أوقاف المسجد الأقصى الشريف وله يد طولى في علم الفرائض والحساب وسافر من القدس إلى جهة بلاد الهند حتى وصل إلى بلاد الشعشاع وطالت غيبته ثم قدم إلى القدس الشريف بعد السبعين والثمانمائة وباشر على الأوقاف على عادته وكان له وجاهة عند الأمير ناصر الدين النشاشيبي ناظر الحرمين وكان رجلا خيرا كثير التواضع لين الجانب توفي في خامس عشر المحرم سنة إحدى وتسعين وثمانمائة ودفن بمقابر الشهداء.
الشيخ خير الدين خضر بن إسماعيل الرومي القرماني الحنفي كان رجلا مباركا يحفظ القرآن وكان يصنع المسابح بيده وهو منجمع عن الناس توفي