مولده في سنة إحدى عشرة وثمانمائة ونشأ بالقدس الشريف وحفظ القرآن وقرر من الفقهاء بالمدرسة الصلاحية ثم تركها باختياره من زمن طويل وكان له اتصال بأكابر المملكة منهم القاضي زين الدين عبد الباسط الدمشقي رئيس المملكة ومنهم القاضي كمال الدين ابن المبارزي والقاضي زين الدين بن مزهر كاتب السر الشريف وغيرهم من الأعيان وآخر من صحب ملك الأمراء قانصوه اليحياوي نائب الشام.
وكان مقدما عندهم لما فيه من المروءة وعلو الهمة وكان عنده سخاء وخدمة لمن يلوذ به وعاش غالب عمره منعما مترفها بحسن المأكل والملبس وعمر ومتع بحواسه ولم ينقص منه سوى سمعه فإنه ثقل قبل وفاته بنحو سنتين أو ثلاث وهو من ذرية السيد الجليل علي بن عليل المشهور عند الناس بابن عليم - بالميم - والصحيح انه عليل - باللام - متصل نسبه بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب توفي في شهر ربيع الأول سنة تسعمائة ودفن بباب الرحمة وكانت جنازته حافلة.
شيخ الاسلام علامة الزمان برهان الدين أبو إسحاق إبراهيم بن الأمير ناصر الدين محمد بن أبي بكر بن علي بن أبي شريف المقدسي الشافعي الشيخ الإمام الحبر الهمام العالم العلامة المحقق الفهامة ولد في سنة ست وثلاثين وثمانمائة بالقدس الشريف ونشأ به واشتغل بفنون العلم على أخيه شيخ الاسلام الكمالي ورحل به إلى القاهرة فأخذ الفقه عن قاضي القضاة علم الدين صالح البلقيني والأصول عن الشيخ جلال الدين المحلي وسمع عليه أيضا في الفقه وأخذ عن علماء ذلك العصر وجد ودأب وتميز وصار من أعيان العلماء وحج إلى بيت الله الحرام ثم توجه إلى القاهرة المحروسة وتزوج ابنة قاضي القضاة شيخ الاسلام شرف الدين يحيى المناوي قاضي الديار المصرية وناب عنه في القضاء ودرس وأفتى وأعاد بالمدرسة الصلاحية بالقدس الشريف وصنف نظما ونثرا وولي الوظائف السنية من التداريس وغيرها من الانظار بالقاهرة المحروسة وعظم أمره واشتهر صيته وصار الآن المعول