واستبشر المحراب بعد أن انحنى … بالعود لما قام عبد الله
قاضي القضاة شيخ الاسلام خطيب الخطباء حسنة الليالي والأيام نجل العلماء نجم الدين أبو البقاء محمد بن قاضي القضاة برهان الدين أبي إسحاق إبراهيم بن القاضي جمال الدين أبي محمد عبد الله ابن جماعة الكناني الشافعي شيخنا الإمام العالم العلامة الحبر الفهامة سبط قاضي القضاة شيخ الاسلام سعد الدين الديري الحنفي مولده في أواخر صفر سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة بالقدس الشريف ونشأ به وهو من بيت علم ورياسة واشتغل بالعلم من صغره على جده وغيره ودأب وحصل وأخذ عن العلماء وفضل وتعين في حياة جده الشيخ جمال الدين وأذن له قاضي القضاة تقي الدين ابن قاضي شهبة بالافتاء والتدريس مشافهة حين قدومه إلى القدس الشريف فتميز وصار من أعيان علماء بيت المقدس وساد على أقرانه ولم تعلم له صبوة وباشر الخطابة بالمسجد الأقصى الشريف.
فلما توفي جده شيخ الاسلام جمال الدين كان والده قاضي القضاة برهان الدين حين ذاك متوليا قضاء الشافعية فتكلم له في تدريس الصلاحة عبد الملك الظاهر خشقدم فأنعم له بذلك وكتب له التوقيع بولايتها ثم عن للقاضي برهان الدين أن يكون التدريس لولده الشيخ نجم الدين لاشتغاله هو بمنصب القضاء والنظر في أحوال الرعية فروجع السلطان في ذلك فأجاب وولي الشيخ نجم الدين وكتب توقيعه بذلك فباشرها أحسن مباشرة وحضر معه يوم جلوسه قاضي القضاة حسام الدين ابن العماد الحنفي قاضي دمشق وكان في ذلك العصر ببيت المقدس جماعة من أعيان العلماء وشيوخ الاسلام المعتمد عليهم منهم الشيخ تقي الدين القرقشندي والشيخ كمال الدين بن أبي شريف وأخوه الشيخ برهان الدين الأنصاري والشيخ أبو العباس المقدسي والشيخ ماهر المصري والشيخ برهان الدين العجلوني وغيرهم من الأماثل المعتبرين وحضر غالبهم الدرس وأعادوا عنده وأثنوا عليه ثناء حسنا.
ولم تزل الوظيفة بيده إلى أن توفي والده قاضي القضاة برهان الدين في شهر