قلت والمشهور عند الناس ان الصخرة معلقة بين السماء والأرض وحكى إنها استمرت على ذلك حتى دخلت تحتها حامل فلما توسطت تحتها خافت فأسقطت حملها فبنى حولها هذا البناء المستدير حتى استتر أمرها عن أعين الناس.
وقد تقدم في ترجمة ابن العربي انه دخل المشرق في سنة خمس وثمانين وأربعمائة والظاهر أن قدومه ببيت المقدس كان في ذلك العصر فعلى هذا يكون البناء المستدير حول الصخرة بعد ذلك التاريخ والله أعلم.
وللقبة التي على الصخرة وللبناء المستدير حولها سقفان أحدهما من خشب وهو المدهون المذهب وفوقه سقف آخر يعلوه الرصاص وبين السقفين خال متسع ولقبه الصخرة الشريفة أربعة أبواب من الجهات الأربع فالباب القبلي هو المقابل للجامع الذي في صدر المسجد المتعارف بين الناس انه الأقصى وعن يمنة الداخل منه المحراب ويقابله دكة المؤذنين على عمد من رخام في غاية الحسن والباب الشرقي تجاه درج البراق قبال قبة السلسلة ويسمى باب إسرافيل والباب الشمالي هو المعروف بباب الجنة وعنده البلاطة السوداء المتقدم ذكرها والباب الغربي هو الذي يقابل باب القطانين.
[قبة السلسلة]
وهي قبة في غاية الظرف على عمد من رخام وقد تقدم ذكرها عند بناء عبد الملك بن مروان وإنها على صفة قبة الصخرة وهي شرقيها بين الباب الشرقي ودرج البراق وعدة ما فيها من العمد الرخام سبعة عشر عمودا غير عمودي المحراب.
وروي ان رسول الله ﷺ ليلة أسري به رأى الحور العين مكان قبة السلسلة.
والصحن محيط بقبة الصخرة الشريفة على حكم التربيع لكن طوله من القبلة