سيدنا الخليل ﵊ من جهة الشمال وهي أرض بها عين ماء وكروم وأستمر الحال على ذلك بعد وفاة الخليل وأبنائه الأكرمين عليهم الصلاة والسلام إلى أن بني سيدنا سليمان السور على القبر الشريف ثم اختطت المدينة بعد ذلك وكان من أمرها ما حكي أن امرأة من بني إسرائيل تسمى دبورا زوجة العبدوق من سبط أقرام ملكت تلك الأرض وادعت النبوة وأطاعها الناس وعمرت الرامة وكانت تجلس بين الرامة وإيلة وتحكم في بني إسرائيل.
وكان بالرامة رجل من ذوي الأموال من بني إسرائيل اسمه يوسف الرامي أدرك زمن عيسى ﵇ وآمن به فبنى بالقرب من السور السليماني بيوتا للسكن تبركا بقرب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فهو أول من اختط البناء حول السور ثم تتابع البناء قليلا قليلا فصارت هناك مدينة وهي محيطة بالمسجد من الجهات الأربع - كما تقدم - فبعضها مرتفع على رأس جبل وهي شرقي المسجد تسمى يسلون وبعضها منخفض في وادي وهي غربي المسجد والأماكن التي في العلو غالبها مشرف على الأماكن المنخفظة وشوارع المدينة بعضها سهل وبعضها وعر وبناؤها حكم بناء بيت المقدس بالأحجار الفص النحيت وسقفها عقود ليس في بنائها لبن ولا في سقفها خشب.
وقد تقدم أن الماضي من زمن رفع سيدنا عيسى ﵇ إلى السماء إلى آخر سنة تسعمائة من الهجرة الشريفة المحمدية ألف وأربعمائة سنة وثمانية وتسعون سنة فيعلم من ذلك التاريخ بناء مدينة سيدنا الخليل ﵇ تقريبا لأن الباني لها وهو يوسف الرامي أدرك زمن عيسى ﵇ كما تقدم والله أعلم.
وأما السور السليماني فتقدم أنه بني عقب بناء بيت المقدس فيعلم تاريخه من تاريخ بناء بيت المقدس.
وأما الحارات المشهورة فمنها:
حارة الشيخ علي البكا وهي منفصلة عن البلد من جهة الشمال وحارة