وولي بعده الملك الأشرف موسى وهو آخر ملوك بني أيوب بمصر ثم خلع في سنة اثنتين وخمسين وستمائة وأعيد الملك المعز ايبك.
ثم توفي قتيلا وولي بعده ولده المنصور نور الدين علي ثم خلع.
وولي بعده الملك المظفر قطز.
ثم قتل وولي بعده السلطان الملك الظاهر بيبرس وهو ركن الدين أبو الفتح بيبرس الصالحي النجمي البندقداري كان مملوكا لا يدكين البندقداري الصالحي ثم أخذه الملك الصالح من البندقداري فانتسب إليه دون أستاذه استقر في السلطنة في شهر ذي القعدة سنة ثمان وخمسين وستمائة وكان من الملوك المعتبرين وتلقب أولا بالملك القاهر فقيل له أنه لقب غير مبارك ما تلقب به أحد فطالت مدته فغيره وتلقب بالملك الظاهر وهو الذي أقر الخلفاء من بني العباس بالديار المصرية في سنة تسع وخمسين وستمائة وأولهم المستنصر بالله أبو القاسم أحمد بعد انقراض دولتهم من بغداد وخرابها في سنة ست وخمسين وستمائة.
وفي سنة إحدى وستين وستمائة أرسل عسكرا هدموا كنيسة الناصرة وهي من أكبر مواطن عبادات النصارى لأن منها خرج دين النصرانية وأغاروا على عكا ثم ركب بنفسه وأغار عليها ثانيا وهدم برجا خارج البلد وفتح قيسارية بنفسه سنة ثلاث وستين وستمائة في تاسع جمادي الأولى وفتح ارسوف في جمادي الآخرة منها.
وفي سنة أربع وستين وستمائة خرج بعسكره من الديار المصرية وفتح صفد وغيرها وكان فتح صفد في تاسع عشر شعبان من السنة المذكورة بالأمان بعد حصرها ثم قتل أهلها عن آخرهم.
وفي سنة ست وستين وستمائة توجه بعساكره إلى الشام وفتح يافا في شهر رجب وأخذها من الإفرنج وفتح أنطاكية بالسيف في يوم السبت رابع رمضان منها وقتل أهلها.