خلفاء الحكم العزيز بالديار المصرية من المذاهب الأربعة وأفتى جماعة من علماء الشافعية والحنفية بمصر بجواز إعادة الكنيسة ومن جملة من أفتى قاضي الجماعة المغربي فأنشد فيه بعضهم:
تفتي بعود كنيس … وكان ذلك جهلا
وتدعي فرط علم … والله ما أنت إلا
وأنشد الناس أبياتا كثيرة في معنى ذلك ووقع القدح في حق الشيخ سراج الدين العبادي وأنشدوا فيه أبياتا.
وأخبرت أن بعضهم كتب على باب منزله (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) وكانت فتنة فاحشة فالحكم لله العلي الكبير.
واستمر المسلمون في الترسيم عند الوالي إلى أن روجع السلطان في أمرهم فرسم باخراج القاضي الشافعي والشيخ برهان الدين وإنهما لا يسكنان القدس إلا بأذن شريف وافرج عنهم أجمعين.
فالقاضي سافر من القاهرة بعد أن صرح السلطان بعزله في وجهه فوصل إلى مدينة الرملة في يوم السبت رابع عشري ذي القعدة وتوجه إلى دمشق وأقام بها إلى يومنا وهو حي يرزق والشيخ برهان الدين استمر في القاهرة إلى سنة ثمان وثمانين وثمانمائة ثم سافر إلى مدينة سيدنا الخليل ﵇ وأقام بها إلى أن توفي في شهور سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة - كما تقدم في ترجمته - ويأتي ذكر إعادة الكنيسة وبنائها وما وقع في ذلك في السنة الآتية إن شاء الله تعالى.
وفيها - يعني سنة تسع وسبعين وثمانمائة أعيد القاضي كمال الدين النابلسي الحنبلي إلى قضاء القدس والرملة ونابلس على عادته ودخل إلى القدس الشريف في شهر شعبان عائدا من القاهرة بعد كلفة مال كبير بذله في المنصب لم تجر به عادة قبله في قضاء الحنابلة وسببه جور وكيل السلطان ابن ثابت.
وفيها في ثامن رمضان حضر خاصكي إلى القدس الشريف بتوجيه نائب غزة