وفيها في يوم الاثنين سابع شهر رمضان توفي الخطيب جلال الدين بن جماعة - المتقدم ذكره مع والده عند ذكر خطباء المسجد الأقصى الشريف - وكان بيده نصف مشيخة الخانقاه الصلاحية والربع والثمن من خطابة المسجد الأقصى.
واستقر بعده فيما بيده من الوظيفتين أولاد عميه وهم الخطيب العلامة برهان الدين أبو السحاق إبراهيم بن شيخ الاسلام النجمي بن جماعة وأخوه لأبيه الخطيب العلامة زين الدين أبو هريرة عبد الرحمن وابن عمهما الخطيب محي الدين عبد الرحيم بن الشيخ عز الدين عبد العزيز بن قاضي القضاة برهان الدين بن جماعة وأنعمت الصدقات الشريفة عليهم باستقرارهم في ذلك بمال بذلوه.
وكان ارتفاع الوباء من القدس الشريف في أواخر شهر شوال بعد إقامته بها نحو أربعة أشهر وعشرة أيام وبلغ عدد الأموات بالقاهرة المحروسة في كل يوم أكثر من عشرين ألفا وبدمشق في كل يوم ثلاثة آلاف وبحلب في كل يوم ألف وخمسمائة وبغزة في كل يوم نحو أربعمائة وبالرملة في كل يوم نحو المائة وعشرة ولم يمكث في بلدة من البلاد أكثر من بيت المقدس فسبحان من يتصرف في عباده بما يشاء.
وفيها استقر قاضي القضاة عز الدين عبد العزيز بن قاضي القضاة شمس الدين محمد الديري الحنفي في وظيفة قضاء الحنفية بالقدس الشريف عوضا عن القاضي شهاب الدين بن المهند واستقر قاضي القضاة كمال الدين أبو البركات محمد بن الشيخ شمس الدين محمد بن الشيخ خليفة المالكي في وظيفة قضاء المالكية بعد شغورها عن القاضي شمس الدين بن الأزرق - المتقدم ذكره في السنة الماضية - ووصلت الولاية إليهما معا على يد سعد الدين قاصد المقر البدري ابن مزهر كاتب الشريف الشريف في صبيحة يوم الخميس خامس عشر شوال وحصل الجمع بين يدي شيخ الاسلام الكمالي بن أبي شريف بالمدرسة الأشرفية وجماعة من طلبة العلم الشريف والخاص والعام فكان تاريخ توقيع القاضي المالكي خامس عشري رمضان وتوقيع