باستقراره في نصف مشيخة الخانقاه ونظرها عوضا عن أبي البركات بن غانم وإنه استناب عنه في المباشرة شريكه الخطيب محب الدين بن جماعة فتمكن من المباشرة مع مساعدته وشد عضده وكان المتولي لقراءة المرسوم العدل شمس الدين محمد ابن عجور.
وفيها عمر سوق الطباخين بالقدس الشريف ببناء القناطر المعقودة على الحوانيت وكانت ابتداء العمارة من شهر رجب سنة ثمان وسبعين وكان قبل ذلك يسقف على الحوانيت بالقواصر ويحصل من ذلك مشقة في الشتاء من الوحل وسقوط الماء من ظهر السقف فعملت القنطرة وابتداؤها من درج الحرافيش إلى قنطرة خان الجبيلي فحصل الرفق للناس بذلك في زمن الشتاء.
ثم دخلت سنة تسع وسبعين وثمانمائة وفيها ورد مرسوم السلطان على الأمير ناصر الدين بن النشاشيبي ناظر الحرمين بتمكين اليهود من كنستهم وعدم معارضتهم على عادتهم فمكنوا منها ودخلوا إليه العنة الله عليهم وحصل للمسلمين بذلك نكاية فإن اليهود أظهروا السرور بذلك وعلقوا بها الستور وأوقدوا القناديل ومضى الأمر على ذلك.
وفيها في يوم السبت سابع عشر صفر ورد مرسوم السلطان بالترسيم على القاضي فخر الدين بن نسيبة فأخذه نائب السلطنة الأمير جقمق عنده بمنزلة وأقام مدة ثم ورد الأمر الشريف بالافراج عنه.
وفيها في عشية يوم الأربعاء تاسع عشري صفر ورد مرسوم شريف بولاية قاضي القضاة شمس الدين أبي عبد الله محمد بن شيخ الاسلام شمس الدين محمد الديري الحنفي وهو أخو القاضي جمال الدين الديري - المتقدم ذكره - وظيفة قضاء الحنفية بالقدس الشريف وبلد سيدنا الخليل ﵇ والرملة وعزل القاضي خير الدين بن عمران وأصبح القاضي شمس الدين الديري في يوم الخميس سلخ صفر جلس بإصطبل أخيه الكائن برأس عقبة الست عند سوق الزيت وسلم الناس عليه