ابن الشحنة فعظم ذلك على قاضي القضاة سعد الدين وشق عليه ثم توفي بعد مدة يسيرة وكانت وفاته في ليلة الجمعة عاشر ربيع الآخر سنة سبع وستين وثمانمائة ودفن بتربة الملك الظاهر خشقدم وكان شكلا حسنا بهي المنظر منور الوجه.
ومن نظمه ما كتبه لابن زوجة أبي عذيبة المؤرخ في إجازة ونقله في ترجمته في تاريخه:
يا مقتدرا جل عن الأشباه … من ليس سواه آمر وناهي
الطف بعبدك الضعيف الساهي … سعد بن محمد بن عبد الله
وسأله السلطان مرة عن سبب وقوع الطاعون فقال لما خالفوا في وضع ما هم عوقبوا بأخذ ما هم وله لطائف كثيرة.
وأخوه قاضي القضاة برهان الدين أبو إسحاق إبراهيم باشر الوظائف السنية بالقاهرة منها نظر الإسطبل ونظر الجيوش وكتابة السر ولم تطل مدته فيها وولي قضاء القضاة بالديار المصرية في سنة سبعين وثمانمائة وأقام سبعة أشهر وصرف واستقر في مشيخة المؤيدية واستمر بها إلى أن توفي في المحرم سنة ست وسبعين وثمانمائة بالقاهرة وكان من الرؤساء.
الشيخ الإمام العالم العامل الصالح سراج الدين سراج بن مسافر بن زكريا ابن يحيى بن اسلام بن يوسف الرومي الحنفي عالم الحنفية بالقدس الشريف وسراج هو نفس اسمه ويسمى أيضا عوض وضياء ولم يشتهر إلا بالشيخ سراج بالروم وبهذه البلاد مولده في سنة خمس وتسعين وسبعمائة وقدم إلى القدس في سنة ثمان وعشرين وثمانمائة وأقرأ الناس العلوم العقلية والتفسير وكان من أهل العلم والدين والورع والصلاح ولي مشيخة المدرسة العثمانية بالقدس الشريف ثم صرف عنها باختياره لاطلاعه على شرط الواقفة ان يكون الشيخ أعلم زمانه فقال لست أنا بهذه الصفة فتنزه عنها كذا أخبرت وهذا دليل على كمال دينه