بها وحضر معه في يوم جلوسه التدريس شيخ الاسلام الكمالي بالقدس الشريف ويغره وكان يوما حافلا في شهر شوال سنة سبع وثمانين وثمانمائة ودفن بما ملا.
قاضي القضاة جمال الدين أبو العزم عبد الله بن شيخ الاسلام شمس الدين أبي عبد الله محمد بن قاضي القضاة شيخ الاسلام كمال الدين أبي عبد الله محمد الديري العبسي الحنفي مولده في سنة خمس وثمانمائة وكان من ذوي المروئات وله حشمة وشهامة ولي قضاء القدس الشريف والرملة في سنة سبع وستين وثمانمائة ثم أضيف إليه قضاء بلد الخليل عليه الصلاة السلام وهو أول من ولي قضاء الخليل من الحنفية.
ووقع التشاجر بينه وبين قاضي القضاة ناصر الدين هبة الله محمد بن قاضي القضاة تاج الدين الديري وشرع كل منهما يسعى على الآخر والوظيفة بينهما دولا ثم استقر الأمر آخرا للقاضي جمال الدين واستمر في المنصب إلى أن عزل في سنة خمس وسبعين وثمانمائة ثم استقر بعده في الوظيفة قاضي القضاة خير الدين بن عمران في صفر سنة ست وسبعين واستمر نحو سنتين.
ثم توجه القاضي جمال الدين إلى القاهرة في ذي الحجة سنة سبع وسبعين وولي القضاء في سابع ربيع الأول سنة ثمان وسبعين وهي ولايته الرابعة والبس التشريف بقلعة الجبل المنصورة من حضرة الملك الأشرف قايتباي وعاد إلى القدس الشريف فلما وصل إلى الرملة حصل له توعك فلم يستطع ركوب الفرس فحمل في محفة إلى القدس ونزل بقصر ابن عمه الشيخ تاج الدين الديري عند خان الظاهر ودخل إلى القدس الشريف صبيحة يوم الخميس ثامن شهر ربيع الآخر وركب الناس للقائه من القضاة والأعيان وناظر الحرمين الأمير ناصر الدين النشاشيبي ونائب السلطنة الأمير جقمق وركب له شيخ الاسلام الكمالي ابن أبي شريف لكنه لم يدخل معه في الموكب وإنما سلم عليه بالقصر وانصرف زينت له الأسواق وأوقدت وكان يوما مشهودا والبس التشريف من القصر وركب وهو منزعج من التوعك