للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بين يديه قضاة غزة وأكابرها للسلام عليه ثم عقب صلاة الجمعة جلس بالجامع - المشار إليه - وجلس معه قانصوه الخاصكي وقضاة غزة والقدس الشريف ومن تيسر من قضاة الرملة ودار الكلام بينهم في تحرير هذه الحادثة وكتبوا محضرا واحدا ملخصه ما كتب في المحضر الأول من قتل جماعة نائب القدس الشريف ونهب خيولهم يزيد فيه ان الجمالي يوسف كاشف الرملة لما خرج من الرملة ووصل إلى آخر معاملتها وجد ثلاثة أنفار من العشير والعوام فطردهم إلى أرض عمورية من عمل غزة المحروسة وقتل منهم فرسين ثم طردوه إلى أن وصل إلى معاملة الرملة عند قرية خلدا وقرية تل الجزر وحصل ما حصل من القتل والنهب - كما تقدم شرحه - وكتب شيخ الاسلام وقضاة غزة والقدس والرملة خطوطهم بالمحضر المذكور وجهز للأبواب الشريفة مكاتبة شيخ الاسلام.

واستمر الخاصكي بغزة لانتظار الجواب وعاد شيخ الاسلام وقضاة القدس إلى أوطانهم وكان سفرهم من غزة في ليلة الاثنين خامس ذي القعدة.

وانتهى الحال إلى أن السلطان عزل نائب غزة ونائب القدس معا.

ومضت سنة تسعمائة وكانت سنة شديدة كثيرة الفتن والحروب والخلف بين الحكام والعسكر في جميع مملكة الاسلام بالديار المصرية والمملكة الشامية والأرض المقدسة والله لطيف بعباده.

وقد انتهى ذكر الحوادث الواقعة بالقدس الشريف وبلد سيدنا الخليل إلى آخر سنة تسعمائة من الهجرة الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام فلنذكر ترجمة شيخنا الكمالي ابن أبي شريف كما تقدم الوعد به.

فأقول - وبالله استعين - هو شيخ الاسلام ملك العلماء الأعلام حافظ العصر والزمان بركة الأمة علامة الأئمة كمال الدين أبو المعالي محمد بن الأمير ناصر الدين محمد بن أبي بكر بن علي بن أبي شريف المقدسي الشافعي شيخنا الإمام