الأسباط وهو مكان مشهور يقصده الناس للزيارة من المسلمين والنصارى وهذه الكنيسة من بناء هيلانه أم قسطنطين كما تقدم وتقدم عند ذكر القلعة لفظ الأثر الوارد في قبر مريم حين أسري بالنبي ﷺ.
وروي ان عمر ﵁ لما فتح بيت المقدس مر بكنيسة مريم التي في الوادي فصلى بها ركعتين ثم ندم لقوله ﷺ هذا واد من أودية جهنم ثم قال وما كان أغنى عمر أن يصلي في واد جهنم.
وعن كعب الأحبار أنه قال لا تأتوا كنيسة مريم التي ببيت المقدس - أي كنيسة الجيسمانية - والعمودين اللذين في كنيسة الطور فإنهما طواغيت ومن أتاهما حبط عمله.
وبالقرب من قبر مريم في الوادي المعروف بوادي جهنم بذيل جبل طور زيتا قبة من بناء الروم يسميها الناس طرطور فرعون ويرجمونها بالأحجار وبالقرب منها بذيل الجبل أيضا قبة أخرى من الصخر يقال لها كوفية زوجة فرعون واشتهر عند الناس ذلك وقد قيل إن القبة الأولى قبر زكريا وان الثانية قبر يحيى ﵉.
ورأيت منقولا بخط بعض العلماء ان يحيى وزكريا ﵉ مدفونان ببيت المقدس بذيل جبل طور زيتا بمقابر الأنبياء وهو مما يعضد هذا القول وقيل إن قبر يحيى وزكريا بقرية سبسطية من ارض نابلس وقيل بجامع دمشق والله أعلم.
(الساهرة)
وهو البقيع الذي إلى جانب طور زيتا من جهة الغرب وعن إبراهيم بن أبي عبلة في قوله تعالى (فإذا هم بالساهرة) قال البقيع الذي إلى جانب طور زيتا قريبا من مصلى عمر معروف بالساهرة وفي حديث ابن عمر ان ارض المحشر