وقد رأيت في ذلك اليوم العجب من حال الدنيا فإن الناس قد اختلفوا للكشف على النائب والقيام في نصرة جمال الدين بن ربيع من الأكابر والعوام لبغضهم في النائب فانقلب الأمر بضده وشرع الناس في الاحتفال بأمر النائب والركوب في خدمته وتهنئته بالخلعة الواردة عليه وشرع أهل جمال الدين بن ربيع من أولاده وعائلته وأصحابه فيما هم فيه من عقد عزائه والنياحة عليه وتعاطي أسباب تكفينه ودفنه والأمران في يوم واحد في ساعة واحدة فسبحان ناقض العزائم الذي لا يسئل عما يفعل.
فلما حضر الخاصكي إلى القدس خمدت الأمور لوفاة جمال الدين بن ربيع وحضر النائب لشيخ الاسلام الكمالي بن أبي شريف وتلطف به وعاهد الله أن لا يعود لما صدر منه فكتب محضر للسلطان ان النائب عاهد الله على سلوك الطريق الحميدة وان لا يعود لما صدر منه وكتب أهل بيت المقدس من القضاة والأعيان خطوطهم بالمحضر وجهز على يد الخاصكي ومضى الأمر على ذلك.
وفيها حضر إلى القدس الشريف الأمير جان بلاط وعلى يده مرسوم شريف بالكشف على الأوقاف وتحرير أمرها وحضر صحبته ملك الأمراء أقباي نائب غزة المحروسة ودخل إلى القدس الشريف في يوم الأحد ثاني عشري شهر شعبان وجلس بالمدرسة الأشرفية بحضور شيخي الاسلام الكمالي بن أبي شريف والنجمي بن جماعة والناظر والنائب والقضاة والخاص والعام وقرئ المرسوم الشريف ثم انتهى الحال على أن جمع له من الأوقاف أكثر من ألف دينار فأخذها وخدمه نائب القدس وناظره وجماعة من الأعيان.
ثم في يوم الخميس سادس عشري شعبان توجه وصحبته ملك الأمراء بغزة وشيخ الاسلام الكمالي والناظر والنائب والقضاة إلى ظاهر القدس الشريف وجلسوا على تل الغول لايقاع الصلح بين نائب القدس السيفي خضر بك وخليل بن إسماعيل شيخ جبل نابلس بسبب ما وقع بينهما من التنافر فحصل الصلح بينهما وكتب