للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

من الْمَسْجِد الْحَرَام إِلَى هَذَا الْمَسْجِد الْأَقْصَى وعرج بِهِ مِنْهُ إِلَى السَّمَاوَات العلى (إِلَى سِدْرَة الْمُنْتَهى عِنْدهَا جنَّة المأوى إِذْ يغشى السِّدْرَة مَا يغشى مَا زاغ الْبَصَر وَمَا طَغى) صل الله عَلَيْهِ وَسلم وعَلى خَلِيفَته أبي بكر الصّديق السَّابِق إِلَى الْإِيمَان وعَلى أَمِير الْمُؤمنِينَ عمر بن الْخطاب أول من رفع عَن هَذَا الْبَيْت شَعَائِر الصلبان وعل أَمِير الْمُؤمنِينَ عُثْمَان بن عَفَّان ذِي النورين جَامع الْقُرْآن وعَلى أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ بن أبي طَالب مزلزل الشّرك ومكسر الْأَوْثَان وعل لَهُ وَأَصْحَابه وَالتَّابِعِينَ لَهُم بِإِحْسَان أَيهَا النَّاس أَبْشِرُوا برضوان اله الَّذِي هُوَ الْغَايَة القصوى والدرجة الْعليا لما يسره الله عل أَيْدِيكُم من اسْتِرْدَاد هَذِه الضَّالة من الأنة الضَّالة وردهَا إِلَى مقرها من الْإِسْلَام بعد ابتذالها فِي أَيدي الْمُشْركين قَرِيبا من مائَة عَام وتطهير هَذَا الْبَيْت الَّذِي أذن الله أَن يرفع وَيذكر فِيهِ اسْمه وإماطة الشّرك عَن طرقه بعد أَن امْتَدَّ عَلَيْهَا رواقه وَاسْتقر فِيهَا رسمه وَرفع قَوَاعِده بِالتَّوْحِيدِ فَإِنَّهُ بني عَلَيْهِ وَسيد بُنْيَانه بالتمجيد فَإِنَّهُ أسس على التَّقْوَى من خَلفه وَمن بَين يَدَيْهِ فَهُوَ موطن أبيكم إِبْرَاهِيم ومعراج نَبِيكُم عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وقبلتكم الَّتِي كُنْتُم تصلونَ إِلَيْهَا فِي ابْتِدَاء الْإِسْلَام وَهُوَ مقرّ الْأَنْبِيَاء ومقصد الْأَوْلِيَاء ومدفن الرُّسُل ومهبط الْوَحْي ومنزل بِهِ الْأَمر وَالنَّهْي وَهُوَ أَرض الْمَحْشَر وصعيد المنشر وَهُوَ فِي الأَرْض المقدسة الَّتِي ذكرهَا الله فِي كِتَابه الْمُبين وَهُوَ الْمَسْجِد الْأَقْصَى الَّذِي صل فِيهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْمَلَائِكَةِ المقربين وَهُوَ الْبَلَد الَّذِي بعث اله إِلَيْهِ عَبده وَرَسُوله وكلمته الَّتِي أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَم وروحه عِيسَى الَّذِي أكْرمه برسالته وشرفه بنبوته وَلم يزحزحه عَن رُتْبَة عبوديته فَقَالَ تَعَالَى (لن يستنكف الْمَسِيح أَن يكون عبدا لله وَلَا الْمَلَائِكَة المقربون كذب الْعَادِلُونَ بِاللَّه وَضَلُّوا ضلالا بَعيدا مَا اتخذ الله من ولد وَمَا كَانَ مَعَه من إِلَه إِذا لذهب كل إِلَه بِمَا خلق ولعلا بَعضهم على بعض سُبْحَانَ الله عَمَّا يصفونَ عَالم الْغَيْب وَالشَّهَادَة فتعالى

<<  <  ج: ص:  >  >>