لي الحق فقال له الحق ما أقول وشرع في التسبيح والتهليل على ما هو فيه إلى أن فرغ من ضربه ونهض وهو يذكر الله ثم سلمهم للوالي الأمير يشبك بن حيدر وتركهم عنده في الترسيم.
ثم في أوائل شهر رمضان عقد مجلس بمجلس الأمير يشبك بن مهدي الدوادار الكبير وحضره قضاة القضاة الأربعة بالديار المصرية - المتقدم ذكرهم - وحضر من العلماء الشيخ أمين الدين الاقصراني الحنفي وهو من المساعدين للمسلمين وحضر جماعة من العلماء ممن أفتى بعدم جواز هدم الكنيسة وتعزير من افتات على الإمام بالهدم بغير أذن شريف منهم سراج الدين العبادي الشافعي والشيخ جلال الدين البكري الشافعي والقاضي شهاب الدين المغربي المالكي قاضي الجماعة بالمغرب وهو الذي تولى كبرها وأظهر التعصب لليهود وأفحش وحضر خلق من الفقهاء وغيرهم وكان يوما مهولا بنصرة اليهود على المسلمين.
ودار الكلام بين العلماء وحصل البحث بينهم وبقي الفقهاء أحزابا منهم من ينتصر للمسلمين ومنهم من يساعد اليهود وأصحاب الأهواء كل يتكلم بما يوافق هواه وكان الأمر بالقدس الشريف كذلك.
وخرج الشيخ أمين الدين الاقصراني من المجلس وهو مغضب فلم يلتفت إليه وتكلم رجلان من طلبة العلم بما فيه إعانة للمسلمين فأشهرهما الدوادار الكبير ووضعهما في زنجير ثم سئل القاضي شهاب الدين بن عبية عن المنع الصادر منه ما وجهه وما مستنده فيه؟ فقال ما أدري ما أقول فقال له القاضي زين الدين ابن مزهر كاتب السر الشريف قطع الله يدك ورجلك وأغلظ عليه في القول وشرع الأمير يشبك الدوادار الكبير يهدده وطال الكلام والنزاع بين الفقهاء.
وآخر الأمر ان قاضي القضاة الشافعي بالديار المصرية ولي الدين الأسيوطي استخلف القاضي شهاب الدين بن عبية في الحكم ورجع عن المنع الصادر منه بالقدس الشريف لما تبين له من فساده وحكم بصحة الرجوع الصادر من نفسه ونفذ على