للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولما أراد أن يتزوجها كره ما رأى من كثرة شعر ساقيها فسأل الأنس ما يذهب هذا قالوا له الموسى فقال إنها تجرح ساقيها وسأل الجن فقالوا لا ندري ثم سأل الشياطين فقالوا نحتال لك بحيلة حتى يصير كالسبيكة الفضة من غير أذى فقالوا افعلوا.

فاتخذوا النورة والحمام وكانت النورة والحمام من ذلك اليوم.

ويقال إن الحمام كان بباب الآباط بالقدس الشريف وهو الحمام الذي بجوار المدرسة الصلاحية وهو من جملة أوقاف المدرس من الملك صلاح الدين وإنما بني لبلقيس وإنه أول حمام وضع على وجه الأرض والله أعلم.

ولما تزوجها سليمان أحبها حباً شديداً وأقرها على ملكها وأمر الجن فابتنوا بأرض اليمن ثلاثة حصون لم ير الناس مثلها ارتفاعاً وحسناً.

ثم كان سليمان بزورها في كل شهر مرة بعد إن ردها إلى ملكها ويقيم عندها ثلاث أيام؟ وولدت له فيما يذكر والله أعلم.

[(ذكر فتنة سليمان ]

قال الله تعالى: (ولقد فتنا سليمان) أي اختبرناه وابتليناه بسلب ملكه وسبب ذلك ما روي عن وهب بن منبه قال سمع سليمان بمدينة في جزيرة من جزائر البحر يقال لها صدوف ولها ملك عظيم الشأن لم يكن للناس عليه سبيل لمكانه بالبحر وكن الله ﷿ قد آتى سليمان في ملكه سلطاناً لا يمتنع عليه شيء في بر ولا بحر بما يركب إليه الريح.

فخرج سليمان إلى تلك المدين تحمله الريح على ظهر الماء حتى نزل بها بجنوده من الجن والأنس فقتل ملكها واستقام فيها فأصاب فيما أصاب ابنه الملك تسمى جرادة لم ير مثلها حسناً وجمالاً فاصطفاها لنفسه ودعاها للإسلام فأسلمت على جفاء منها وقلة موافقة وأحبها لم يحبه أحداً من نسائه فكانت على