في النوم وقد وقف له على الباب وقبض على يده وقال له أنت شريكي في هذا الوقف ولم تفته حجة ولا صلاة في جماعة نحو ستين سنة.
وكان الشيخ تقي الدين الحصني إذا قدم إلى القدس لا ينزل إلا عنده ولا يأكل لأحد طعاماً إلا له وقال في بعض مصنفاته وحكى لي السيد الجليل فولاد وهو ممن يشهد له بالصلاح توفي بعد رجوعه من الحج في شهر صفر سنة أربع وأربعين وثمانمائة وقد جاوز الثمانين سنة ودفن بما ملا.
شيخ الاسلام بركة الأنام القطب الرباني شهاب الدين أبو العباس أحمد بن الفقيه أمين الدين حسين بن حسن بن علي بن يوسف بن علي بن أرسلان الرملي المقدسي الشافعي الشيخ الإمام الحبر العالم العارف بالله تعالى ذو الكرامات الظاهرة والعلوم والمعارف مولده بالقرية بالرملة تقريبا في سنة ثلاث أو خمس وسبعين وسبعمائة كما كتب بخطه وأصله من العرب من كتانه اشتغل في كبره وحصل بقوة ذكائه وفهمه وكان مقيما بالرملة بجامعة المشهور بحارة الباشقردي وانتفع به خلق كثير وما اشتغل عليه أحد ولازمه إلا وأثر نفعه فيه وكان يكنى جماعته بكنى ينتخبها لهم وصارت علما عليهم كأبي طاهر وأبي مدين وأبي العزم وأبي طلحة وغير ذلك.
ومن مشايخه الذين أخذ منهم العلم الشيخ شمس الدين القرقشندي والشيخ شهاب الدين بن الهائم وقاضي القضاة جلال الدين البلقيني وأذن له بالافتاء وولي تدريس الخاصكية بالرملة ودرس بها مدة طويلة ثم ترك تدريسها وترك الافتاء وأقبل على الله تعالى.
رحل من الرملة إلى القدس الشريف وأقام بالزاوية الختنية وراء قبلة المسجد الأقصى الشريف وألف كتبا في الفقه والنحو وغير ذلك منها صفوة الزبد وشرحها شرحين ومختصر الأذكار وشرح سنن أبي داود وعلق على الشفاء تعليقة جيدة لضبط ألفاظه وقطعة من تفسير القرآن وشرح جمع الجوامع ومنهاج البيضاوي ومختصر ابن الحاجب ونظم في علم القراءات وأعرب الألفية