مشيخة المغاربة بالقدس الشريف عوضا عن قاسم المغربي بحكم وفاته وورد التوقيع الشريف عليه بذلك في العشر الأول من شهر ربيع الآخر وتاريخه في حادي عشري ربيع الأول.
وفيها استقر القاضي شهاب الدين بن المهندس في ربع وظيفة مشيخة الخانقاه الصلاحية بالقدس الشريف بنزول صدر له من الشيخ ناصر الدين محمد بن الشيخ جمال الدين عب الله بن غانم شيخ حرم القدس الشريف وهذا الربع هو الذي كان تأخر بيده من الوظيفة المذكورة وبمقتضى هذا النزول من الشيخ ناصر الدين خرجت مشيخة الخانقاه من يد بني غانم وكانت بأيديهم من زمن الواقف الملك صلاح الدين رحمه الله تعالى وحضر القاضي شهاب الدين بالصوفية في المجمع في شهر رمضان المعظم.
وفيها في شهر شوال حل ركاب الأمير قانصوه نائب قلعة الجبل المنصورة بالديار المصرية في مدينة الرملة متوجها إلى ملك الشرق من الأبواب الشريفة وأوقع الصلح بين أخيه الأمير جان بلاط ناظر الحرمين الشريفين ونائب القدس الشريف وبين ملك الأمراء المفر السيفي اقباي كافل المملكة الغزية بسبب ما كان بينهما من التنافر والبس الأمير جان بلاط كاملية بسمور وكان ذلك بمدينة الرملة.
ثم دخلت سنة تسع وتسعين وثمانمائة فيها في العشر الأوسط من المحرم توجه الأمير جان بلاط نائب القدس إلى قرية القباب - من أعمال الرملة - الجارية تحت نظره وكبسها وأخذ موجود الفلاحين بها واحتج بأنهم عصوا عليه وأنهم تحت نظره وحصل التنافر بينه وبين ملك الأمراء اقباي نائب غزة لكون القرية المذكورة في معاملته ودخل إليها بغير أذنه وحصل بذلك التخبيط في الطرق.
وفيها - عقب الوقعة المذكورة - ورد مرسوم شريف بطلب الأمير جان بلاط - المذكور - إلى الأبواب الشريفة بسبب شكوى جماعة عليه فتوجه من القدس في ليلة السبت تاسع عشري شهر المحرم ولم يعلم أحد بسفره إلا بعد يومين